عاصم الدسوقى

إحياء تيار الأمة القبطية!!

الخميس، 12 يوليو 2012 06:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أواخر القرن التاسع عشر تبلورت فى بلاد الشرق الأوسط أربعة تيارات فكرية كل منها يبحث عن الهوية وتحقيق الذات، وهى بترتيب ظهورها: الفكرة الإسلامية، والفكرة العربية، والفكرة التورانية «تركيا للأتراك»، والفكرة الصهيونية.

ولقد انتهى أمر تلك الأفكار الأربع إلى تحقيق اثنتين منها بدعم أوروبى وهما: التورانية والصهيوينة، وذلك لخدمة الاستراتيجية الإمبريالية، فالتورانية تؤدى إلى انكماش السلطنة العثمانية الممتدة واختزالها فى آسيا الصغرى حيث تركيا الآن، والصهيونية لإضعاف بلاد المشرق العربى وزيادة تفكيكه بعد خروجه من السيطرة العثمانية. وفى الوقت نفسه حاربت أوروبا الفكرتين الإسلامية والعربية لنفس الأهداف الاستراتيجية. ومع ذلك ظل الغرب الأوروبى ثم الأمريكى يتلاعبون بهاتين الفكرتين حتى لا يتحقق أى منهما عمليا. وفى هذا الخصوص تم التلاعب بالملف العربى أثناء الحرب العالمية الأولى حين شجعت إنجلترا الشريف حسين «أمير الحجاز» للثورة على الحكم التركى «يونيه 1916» فى مقابل إقامة مملكة عربية فى كل شبه الجزيرة العربية ولكن لم يحدث شىء، وفى المرة الثانية أثناء الحرب العالمية الثانية حيث شجع الإنجليز قيام الجامعة العربية بما لا يعارض المصالح الاستراتيجية، فكان ميثاق الجامعة الذى يحول دون اتخاذ موقف سياسى واحد بسبب قاعدة التصويت التى تلزم الموافق بالتنفيذ وتعذر غير الموافق.

أما الفكرة الإسلامية فقد أخذت تتبلور فى شكل جمعيات وجماعات ابتداء من جماعة حسن البنا «1928»، وجمعية مصر الفتاة بعد أن تحول اسمها إلى «الحزب الوطنى الإسلامى» فى 1940 فكان طبيعيا أن يخرج منها الأقباط، وهنا أخذت إنجلترا تعمل على احتواء أصحاب هذه الاتجاهات لمواجهة أنصار الوحدة العربية. وقد رصد الباحث الأمريكى هيورث دن Dunne فى كتابه «الاتجاهات الدينية والسياسية فى مصر الحديثة» «واشنطن 1950» وجود ثمانى جمعيات دينية إسلامية وست جمعيات سياسية دينية «إسلامية».
وفى مواجهة اشتداد الخطاب الإسلامى فى مصر تبلور تيار الأمة القبطية للدفاع عن الذات وحمايتها، وتجمع أنصاره فى جريدة «مصر»، التى نشرت طوال الأربعينيات مقالات تدعو «للأمة القبطية وضرورة الحفاظ على اللغة القبطية والتقاليد القبطية وتوطيد الرابطة الطائفية وتدعيم كيان الأقباط كشعب له ماض مجيد يرغب فى الاحتفاظ بمقومات الارتقاء». وكان حسن البنا قد أصدر لائحة الجماعة فى 6 مايو 1948 ونصت فيما نصت على قيام الدولة الصالحة التى تنفذ أحكام الإسلام وتعاليمه عمليا وتحرسها فى الداخل وتبلغها فى الخارج «فقرة ومن المادة الثانية». وهذا لا يتم بطبيعة الحال إلا بإقامة حكومة إسلامية أو أن تستولى الجماعة على السلطة وتقيم هذه الحكومة بنفسها. وفى رسالته «الإخوان المسلمون تحت راية القرآن» حدد البنا سبعة أهداف للجماعة تسعى لتحقيقها ومنها: الفرد المسلم، والبيت المسلم، والأمة المسلمة، والحكومة المسلمة، وتبليغ الدعوة إلى آفاق الأرض كلها.

غير أن ثورة يوليو 1952 فى ظل دولة عبدالناصر قضت على مصادر الفتنة وحدث التماسك الوطنى والاجتماعى وماتت هذه الأفكار العنصرية. لكن ومع دولة السادات - مبارك عادت الفتنة تطل برأسها من جديد، ورغم قيام ثورة 25 يناير 2011 فإن انتهاء الثورة بسيطرة التيار الإسلامى على البرلمان ثم رئاسة الجمهورية عادت نغمة الحكومة الإسلامية من جديد فاستيقظ تيار الأمة القبطية من سباته وظهر فى شكل جماعة «الإخوان المسيحيون»، فأصبحت مصر والحال كذلك على أبواب تطاحن طائفى ومزيد من انقسام الأمة بين عدد من الإخوانيات عرقيا ومذهبيا وكل هذا من شأنه أن يخدم مصالح الاستراتيجية الأمريكية طبقا لمبدأ «الفوضى الخلاقة».. وما خفى كان أعظم.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر سلام

الامه القبطيه نشا بعهد عبد الناصر

عدد الردود 0

بواسطة:

jack

لا توجد امه قبطيه

ليس للاقباط اي دور ولا قوة ولا تأثير

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة