مشهد قبض الباعة الجائلين والفنانين وأطفال الشوارع وعائلات بأكملها فى مصر على الميادين والساحات العامة بعد الثورة واختلاف استخدامهم لها كان هو الخيط الذى التقطته باسوراما لتغزل منه مشروعها فى مصر، حيث اشتركوا مع المعمارى المصرى عمر نجاتى ومركز النملة للموارد الثقافية واتخذوا من مركز التاون هاوس مكانا لتجهيز مشروع "النفايات الحضارية القاهرة" بهدف رؤية هذه الأماكن بعد إضافة لمساتهم وفكرة مشروعهم لها.
باسوراما عملت على المخلفات الكارتونية لمصانع ومحلات القماش بعد أن وجدت من خلال مجموعة من الأبحاث أنه يتم إهدار آلاف الأطنان منها بشكل مستمر مع الأكياس البلاستيكية، لتحولهم بعد إضافة بعض عمليات التجميل لهم إلى مظله ضخمة ومجموعة من مراجيح الأطفال المبتكرة ، ويقول خوان لوبيز Juan Lopez أحد أعضاء باسوراما أن الفكرة هى تغيير نظرة الناس للمخلفات حينما يشاهدوها باعتبارها شيئا مقزز إلى نظرة مختلفة جمالية يمكن استخدامها فى شىء مفيد حين يرون أمامهم مثال حى لشكل رائع ومفيد تكون بالكامل من القمامة.
المظلة الضخمة فى فصل الصيف المصرى كانت اختيار ذكى من الفريق الذى حاول معرفة كيف سيغير وجود هذا المجسم فى الأماكن العامة فهل سيتحول إلى ملعب كرة أم إلى سوق أم إلى موقف تكاتك وميكروباص فى العاصمة المصرية المزدحمة وبدلا من وضع افتراضات أتجه الفريق على الفور إلى منطقة أرض اللواء بمحافظة الجيزة حيث قاموا بتنفيذ مشروعهم .
"قبل الذهاب إلى أرض اللواء لم أكن أتخيل أن هذا العمل سينتهي" هكذا تحدثت روود جواردو Ruth Jurado من مركز النملة للموارد الثقافية بعد أيام طويلة من العمل فى زيارات ميدانية لأماكن القمامة ثم استخدام المخلفات وإعدادها لتكون شيء مفيد وجميل فى نفس الوقت.
خوان تابع شرح مغامرتهم فى مصر لليوم السابع حيث كان اختيارهم لسوق منطقة أرض اللواء كأول مكان لعرض أعمالهم مراهنين على الثقافة الفطرية لأهالى المكان فى تقبل شكل جديد من الأعمال ومنتظرين أن يضفوا عليها استخدامات جديدة وهذا تحديدا ما حدث حيث كان الاستقبال فى البداية يحمل قدر من الخشونة والخوف ما لبس للتغير بشكل كامل ويقول خوان "بعد أن شرحنا هدفنا وجدنا الجميع يحاول المساعدة بداية من الرجل العادى مرورا بالباعة الجائلين وحتى سائقى التكاتك الذين أقبلوا على مساعدتنا بحب ، وهذا ما لم نكن نتوقعه".
"الزخم فى كل شيء بداية من أعداد الناس فى الشوارع وصولا لمشاعرهم فى العمل والحب والحياة هو أكثر ما ميز تجربة مصر" قال خوان الذى لم تختلف تجربته بين مصر والعالم فقط بل بين مصر ومصر أيضا تابع "الانتقال ما بين ارض اللواء ومكان مثل الفن ميدان فى عابدين مثلا كالانتقال بين القارات وليس المناطق".
وأشار "الناس كانوا مختلفين فى الشكل والتحركات والثقافة وكل شيء تقريبا ففى أرض اللواء كان الجميع يساعد وبعد إتمام العمل كانوا يتعاملون بحذر كبير مع الأدوات أما الفن ميدان فالجميع يلعب دون أن يهتم بشيء".
روود احتفظت برؤيتها الخاصة للمشروع حيث كان أكثر ما أسعدها هو جذب المشروع للباعة الجائلين الذين حضروا لها يسألوها عن كيفية إعداد هذه المظلات التى يشترونها بأسعار غالية وتقول "تفاجئوا حينما عرفوا أنها من المهملات الموجودة مجانا كانوا فى منتهى السعادة وسألونى عن كيفية الإعداد وشرحت لهم الطريقة ببساطة وأكدوا أنهم سيستخدمونها وهذا هو الهدف الحقيقى من المشروع".
منذ 2001 وحتى 2012 مرت أعوام طويلة على الشباب الذين لم يكفوا عن الدوران حول العالم وخوض المغامرات الواحدة تلو الأخرى حتى تعلموا وعلموا فى كل مكان مروا به ولكن متى ستتوقف مغامرات باسوراما التنموية يرد خوان بحسم "لن نتوقف حتى يتوقف جسدنا عن الحركة. فنحن نهدف لدمج المتعة بالعمل المفيد وهذا ما نقوم به مع أنفسنا أيضا فنحن نستمتع ونلعب فى نفس الوقت الذى نفيد ونستفيد به من الناس".









