ولعل الإقبال المتزايد على شراء الياميش والمكسرات فى شهر رمضان هو نوع من التكلفة الزائدة لرب الأسرة ورغم الشكوى الدائمة من قلة الدخل والإمكانيات، لكن طقوس وعادات شهر رمضان لا تتأثر حتى لو اضطرت بعض الأسر للاستدانة لتأمين مستلزمات شهر رمضان.
يقول الحاج على عامر صاحب محل بيع ياميش رمضان وأقدم تاجر بلح فى منطقة الأثرية بمدينة طنطا، أعمل فى هذه المهنة منذ ما يزيد عن 35 عاما ووالدى من قبلى بما يزيد عن 50 سنة، وهناك فرق كبير بين زمان والآن، فكان رمضان له طابع خاص نشعر فيه بالاختلاف الحقيقى فكانت الأسعار فى متناول الجميع ولم يكن منتشرا وقتها (المشمشية والقراصيا) والمكسرات غالية الثمن، فكانت الأسرة المصرية تسعد كثيرا بالبلح والتين والقمر الدين والسوبيا والعرق سوس، وبعض الأسر الثرية يقبلون على اللوز وعين الجمل والفستق.
ولكن مع تطور الزمن ورؤية الجميع للفضائيات وقيام بعض الطهاة فى البرامج بعمل أطعمة، مستخدمين بها هذه الخامات المرتفعة السعر تعودت الأسر عليها ما جعلها أساسى فى شهر رمضان.
ويضيف، أسعار البلح ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية وأيضا الياميش والمكسرات، مما أدى إلى خفض الكميات التى تشتريها الأسر إلى النصف، ولكن هذا العام تنتشر فكرة الابتعاد عن الياميش مرتفع السعر واللجوء إلى البلح والزبيب وقمر الدين، حتى تشعر الأسرة بفرحة رمضان، لأن هناك اعتقادا قديما أن الطعام وإدخال الجديد إلى البيت تمثل فرحة كبيرة لديهم.
يذكر أن الفاطميين هم من أحيوا ظاهرة تناول المكسرات فى الأعياد والمناسبات مع اعتنائهم بصناعة الحلوى فى مصر، خاصة فى رمضان وعرفت المائدة المصرية وقتها من الياميش، عين الجمل، البندق، اللوز، الزبيب، المشمشية، قمر الدين، التين المجفف، والقراصيا.



