"مظاهرات – واحتجاجات - وحديث بالسياسة لا ينتهى" موضوعات حلت محل أحاديث الموضة والمصايف والمطبخ والخضار وارتفاع الأسعار، وغيرها من الأمور التى كانت تهم الأسر المصرية فى مثل هذا الوقت من السنة، ولكن بعد انتشار أجواء الانتخابات وحالة من عدم الرضا التى انتابتهم بعد الأحكام غير المنصفة لرموز نظام الداخلية السابق، وحيرة المصريين فى اختيار رئيسهم القادم.
يقول إبراهيم عبد الفتاح سائق أتوبيس هيئة نقل عام: "الحديث فى السياسة أصبح هو منفذ المصريين الوحيد من أجل التعبير عن حالة الضيق والألم التى نتجت عن كافة الأوضاع المنتشرة فى الأجواء السياسية، وبسبب قلة حيلة الشعب وعدم قدرته على المساهمة فى التغير بات "يبكى على ليلاه" الكل ينتظر عدل السماء حتى يخلصنا من الظلم الذى تعرضنا له.
وتقول السيدة أميمه خالد مهندسة ديكور: "لم يتبق لنا أى مساحة تجعلنا نهتم أو نتحدث فى أى شىء آخر غير السياسة، والتى فُرضت علينا من خلال كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وحتى بعيدا عن وسائل الإعلام، كمصريين نهتم بأمور الوطن الذى تعرض للسلب والنهب ثلاثين عاما".
ويقول سمير ميلاد يعمل فى إحدى المحال التجارية: "قل الإقبال على شراء احتياجات المصايف، نظرا لعدم مقدرة الناس على السفر والتخلى عن كم الهموم التى نتجت عما تمر به البلاد من ظروف عصيبة، بالإضافة لتراجع القدرة الشرائية بسبب تدهور الاقتصاد والأوضاع المالية، لذلك استبدل الناس أحاديث المصايف والسفر بالانشغال بما يحدث داخل قاعات المحاكم ولجان الانتخابات".
وتتحدث منيرة فهمى ربة منزل: "يتكلم كل أبناء الشعب على اختلاف طبقاتهم ووظائفهم ووضعهم الاجتماعى فى السياسة سائق الأوتوبيس والتاكسى وبائع العرقسوس، وكذلك بائعو الخضروات والفاكهة واللحوم وحتى طلاب المدارس جميع الفئات، كل يُبدى ويشارك برأيه، والأكثر من ذلك أن المناقشات تصل لحد الشجار والخلافات الحادة، وتروى أنها خلال استقلالها أحد وسائل المواصلات العامة شاهدت عراك عنيف بين مجموعة من الرجال كل منهم يؤيد أحد مرشحى الرئاسة، وكل منهم ينتصر لمرشحه ويفرضه على الطرف، وتشير إلى أن أهم ما فى الثورة هو شعور المصريين بحرية التعبير التى كانت تنقصهم وفى أى مكان وأى وقت.
الشارع المصرى استبدل أحاديث المصيف والإجازات والموضة بالسياسة
السبت، 09 يونيو 2012 12:06 ص