تصارعوا فخسر الجميع

ما يقرب من تسعة مليون صوت حصل عليها المرشحين عمرو موسى وأحمد شفيق فى الجولة الأولى للانتخابات رغم الحملات المستمرة من شباب الثورة وأجهزة الإعلام التى كانت تنادى بعدم إعطاء الأصوات لمرشحى الفلول ورغم ذلك حصل شفيق وموسى على ما يقرب 40% من الأصوات.. وطرح السؤال نفسه ماذا جرى للشعب؟.. هل تحولوا إلى فلول وهو اللفظ الدارج الذى نطلقه على كل من يساند رموز النظام السابق أو حتى يدافع عن المجلس العسكرى أو حتى الحكومة الحالية؟.. ولكن هذه النتائج لا تطرح بالقطع أن الشعب كان يحب النظام السابق.. أو أن الحزب الوطنى كان يمتلك كما كانوا يزعمون 3 مليون.. لأن هذا الأمر لو كان صحيحا لدافعوا عن نظام مبارك ولما سقط النظام أمام ثورة الشعب كله.. والحقيقة أن الكثيرين من أصحاب الأصوات التى حصل عليها موسى وشفيق شاركوا فى الثورة أو على الأقل ساندوها فكريا.. وعشقوا مبادئها.. ولكن سوء تصرف بعض الائتلافات والأحزاب وتناحرهم على السلطة والأداء السيئ للبرلمان.. أدى إلى حالة من الغضب والثورة على الثوار وليس على الثورة.. والاتجاة إلى التصويت العقابى.. كنوع من رد الفعل على تعالى بعض الشباب فى مواجهة وجهات نظر معارضة ومحاولاتهم الظهور دائما فى شكل الموجة والزعيم الذى يقود القطيع.. وكم أصابت تصريحات هؤلاء الشباب الملايين فى مقتل بعد الانتخابات البرلمانية والاستفتاء على الدستور حينما وصفوا الشعب أنه يحتاج إلى تربية سياسية.. ولا يفهم نتيجة اختياراته.. ونضيف إلى هذه الأمور أن البعض لم يفهم التنشئة الحقيقية للشعب المصرى.. فهو(نفسه قصير فى الثورات).. يثور ولكنه يتعجل الاستقرار.. وأصبح المعتصمون فى ميدان التحرير يثيرون غضب البعض.. بعد هذا أصبح من الطبيعى أن نرى تحولا جذريا فى الآراء.. وحنين البعض نحو النظام القديم بفساده ودكتاتوريته.. وأصبح حلم الأمن والحزم هو غاية الذين انتخبوا موسى وشفيق حتى لو كان تهذه الوعود وهمية.. فى ظل تقديم المعسكر الثورى وعود بالمزيد من الحريات التى قد تعنى عند البعض المزيد من الفوضى بالاعتصامات على غرار تجربة حكومة عصام شرف.

كان من الممكن أن يتوحد مرشحى الثورة وأن يقدموا لغة خطاب تصل إلى الجميع وتتفهم جيدا عقلية ومشاعر الملايين.. دون أن تغازل طائفة دون أخرى.. ولكنهم تصارعوا على السلطة فخسر الجميع.