حيرة المصريين فى أزمات البنزين المتتالية

"العجب كل العجب على المشكلات المصرية" هكذا بدأ عم سيد عبد الحميد، عامل بأحد محطات الوقود، حديثه عن أزمة البنزين الأخيرة التى شهدتها معظم المحافظات المصرية دفعة واحدة، والتى ظهرت وانتهت فجأة، ويضيف حدثت أزمات كثيرة بعد أحداث ثورة 25 يناير، ولكن أكثرها تأثيرا هى قلة السولار والبنزين بجميع أنواعه، ولكن هذه المرة هى أغرب الأزمات التى حدثت فلم يكن لها سبب واضح، غير أن جميع السيارات تريد البنزين والسولار فى وقت واحد دون الالتزام بطريقة الوقوف لانتظار البنزين، وقد سمعت من بعض الزملاء فى المحطات الأخرى أن الكمية التى كانت تصل إليهم كانت أقل من المعتاد، ولكن لا يمكن أن يكون نتيجتها حدوث هذه الأزمة.

ولم يكن عم سيد الوحيد الذى طرح سؤال التعجب الذى لم نجد له إجابة حتى الآن، فيقول عبده محمد (سائق تاكسى)، عندما تحدث أزمة بنزين فى فصل الشتاء كان المسئولون يخرجون فى القنوات، ويقولون بسبب برودة الطقس تحدث هذه الأزمة، واعتاد الشعب المصرى عليها فى الشتاء، ولكن عندما أصبحت هى السمة الرئيسية، سواء فى فصل الشتاء أو الصيف، لابد أن نجد إجابة؛ لأن البنزين والسولار هما عصب الحياة والاقتصاد.

وتساءل مروان وحيد (سائق تاكسى): هل البنزين والسولار أصبحا من بين السياسة التى يمكن أن تمنح أو تحجب وفقا للأمور السياسية؟ فهل يأتى يوم يحدث فيه أزمة وتتوقف الطرقات ولم يجد المواطنون مواصلات، وفجأة يأتى اليوم الثانى البنزين متوفر، والجميع معه بنزين، وليست هناك مشكلة، نحن نريد أن يأتى إلينا مسئولون يتحدثون معنا بشكل واضح.

وشارك أحمد سامى (يعمل فى إحدى محطات الوقود) الرأى مع السائق مروان، وأضاف، لا يمكن أن يتقبل المواطن المصرى مسئول يظهر ويتحدث عن المشكلات كأنها غير موجودة، ونحن من نفتعلها، فقد ظهر وزير التموين ووزير البترول كثيرا خلال الأزمات الماضية، وأشاروا إلى أنهم يقومون بتوصيل البنزين بكمية مضاعفة إلى محطات الوقود، وكان لم يصل إلينا شىء ، فالشعب المصرى يريد من يتكلم معه بصراحة، فما المانع أن يظهر مسئول، ويقول لدينا مشكلة؟، ونريد جميعا أن نتكاتف لحلها سويا، ويستمع إلى الاقتراحات التى يمكن أن تقدم له.