"اليوم السابع" حاولت التعرف على سر هذه الممثلة التى ألقت تعويذه غير مفهومه على المسرح الصغير بحديقة الأزهر حتى نظر لها الجمهور وكأن هناك سحر ما يجذبه نحوها، وتقول: "أنا فى الأصل أيرلندية وعملت مع الأطفال مذ الصغر ولكننى جئت إلى مصر مع زوجى الذى يعمل دبلوماسيا ولذلك قررت أن أنقل ما أقوم به إلى مصر".
كليودنا نونان أو "Cliodhna Noonan" بدأت علاقتها مع الأطفال منذ أن ولدت حيث كانت أمها تمتلك حضانة للأطفال، وفى 2009 حيث كانت فى رومانيا بدأت تفكر مع صديقه لها تدعى كورينا شيران فى إقامة مشروع فريد من نوعه موجه للأطفال يهدف لإنتاج عرض يفهمه ويقبله الأطفال من عمر صفر وحتى عمر ثلاثة سنوات ليكون قرارهما هو عرض "shoes " الذى يأخذ الأطفال فى رحلة خلال فصول العام الأربعة.
وتقول نونان: "فى هذا الوقت كنت أنا وكورينا نملك خلفية عن الأطفال بسبب عملنا معهم، وأتذكر أول ورشة عمل قمنا بها فى هذا الوقت، حيث قمنا بالتجمع مع الأطفال الموجودين فى منزلى واستكشفنا ما يمكن أن نقدمه لهم من خلال الرسم".
الصديقتان قررتا أن يستخدما خامات بسيطة وآمنة فى عرضهم حتى يستطيع الأطفال التفاعل دون خوف، حيث اعتمدوا على نبات "الشبت" لتمثيل العشب، ومسحوق الذرة لتمثيل الرمال والأنسجة الممزقة البيضاء للثلج والأوراق المجففة والجوز الحقيقى لفصل الخريف، وكانت الفكرة أن يعتمدوا على سحر الأداء الذى تميزت بها نونان منذ صغرها وتؤكد أنه موهبة من الله مع الألوان والأصوات والأضواء، بحيث يجذب الأطفال حتى فى سن صغيرة جدا تبدأ من اليوم الأول للولادة قصة هادفة وغامضة تجذب حتى الشيوخ.
"20 طفلا ما بين 8 أشهر و4 أعوام بجانب آبائهم، بدأت العرض بهم وهم وآبائهم فى حالة انبهار، هكذا حكت نونان عن أول عروضها وتضيف: "الآن نملك مجموعة من العروض التى تستعمل الألوان والموسيقى والإضاءة لتبهر الجميع وتمتعهم وتجعلهم يفكرون فى ما نقدمه، حيث يعمل كل عرض على إثارة فكرة وشىء ليفكر فيه المتواجدين الكبار والصغار فمثلا فى عرض الشجرة الفضية الذى يعد أحد عروضنا نحكى للطفل ثلاثة فراشات تمثل ثلاثة أمنيات هى الصحة والمعرفة والمال وفى النهاية نجعل الطفل يختار بين هذه الفراشات ما يريده ليفكر فى ما يهمه".
الممثلة الأيرلندية التى جابت العديد من دول أوروبا بعروضها مثل لندن، وألمانيا، وإيطاليا، قبل أن تستقر فى مصر الثلاثة سنوات الأخيرة بسبب عمل زوجها قامت بتصميم مجموعه لتقديم فنها هنا تحت عنوان ""Acting Up وهى المجموعة التى عملت على استقطاب مجموعة من العروض الفنية الأوروبية للقاهر، وتقول: "هنا فى مصر الأطفال لهم سحر خاص فهم مفعمون بالحياة ولهم ابتسامة لا تقارن بأى مكان ولكن أكثر ما يميزهم بالفعل هو سرعة الاستجابة، فبمجرد أن تقول كلمة أمام طفل حتى لو كانت إنجليزية ولم يسمعها فى حياته من قبل تجده حفظها ويرددها خلفك على الفور".
كليودنا منذ أن جاءت إلى مصر كانت معظم أعمالها فى المدارس الخاصة ذات المستوى المرتفع بسبب دائرة معارفها هنا ففى خلال الثلاثة سنوات لم تقدم سوى عروض محدودة فى المدارس العامة وتقول: "أتذكر أحد هذه العروض كان فى مدرسة فيصل الابتدائية وكان شكل وطريقة الأطفال الموجودين مختلف تماما عن الأطفال الذين تعاملت معهم منذ أن جئت مصر".
وعلى الرغم من أنه لم يتبق سوى شهور قليله على تركها لمصر إلا أن كليودنا أصبحت تملك حلما محددا وتقول: "لقد كنت سعيدة جدا بالأطفال فى المدارس الحكومية وعلى عكس ما كان يتوقعه المتواجدين حولى تفاعلت معهم بقوه، وكانوا هم أيضا فى منتهى السعادة وأحلم الآن أن أجوب جميع المدارس الحكومية فى مصر لأتعامل مع هؤلاء الأطفال وأقدم لهم شكلا جديدا لم يتعودوا عليه من الفن".
الفنانة تجهز الآن مع فريقها ""Acting Up لتنظيم يوم دولى للأطفال فى مصر تحت عنوان مهرجان "مرحبا" حيث ستجمع ممثلين وفرق من مصر، وكرواتيا، واستراليا، وأيرلندا، غدا الثلاثاء فى درب 17 18 فى ورشة عمل مفتوحة للحضور من الأطفال والكبار ثم المهرجان الكبير الخميس القادم 7 يونيو بالواحات البحرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة