أنور عصمت السادات

الشهر الأهم فى تاريخ الثورة

الثلاثاء، 05 يونيو 2012 10:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى هذا الظرف الزمنى المهم والمنعطف الخطير الذى تمر به مصر فى هذه الأيام، نعيش معا أحداثا صعبة ونقاطا فاصلة فى تاريخ مصر، وحياة المصريين تتطلب منا الثبات، وضرورة التحمل بالصبر والتعلق بالأمل والتسلح بالإرادة والتطلع إلى الأفضل وعدم فقدان الثقة ونبذ ثقافة التشكيل والتخوين، كى لا نذهب بمصر إلى نقطة اللاعودة.

فما بين محاكمة هزلية مثلت صدمة كبيرة للرأى العام، وأحبطت مشاعر أهالى شهداء ومصابى ثورة يناير، وبددت روح الأمل الذى شعر به المصريون منذ انطلاق الثورة، نهاية بمحاكمة يفترض أنها محاكمة القرن، عاد معها ميدان التحرير وميادين مصر لتشتغل من جديد وتعيد إلينا مشهد أيام ثورة يناير، وما أتت تلك الحشود الكبيرة فى الميادين إلا بسبب تراكمات كثيرة أحبطت الشارع المصرى، وانتهت بأحكام مخيبة للآمال، بما جعل الموقف يتأزم ووتيرة الأحداث السياسية تتصاعد مع اقتراب موعد الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية.

لم أخشَ على الثورة فى أى وقت مضى مثلما أخشى عليها فى هذا الشهر، فهى إما أن تخفق أو تنجح وتمر بسلام من هذا المأزق الصعب، وأعتقد أن مصر ستشهد لا شك أياما عصيبة ربما تذكرنا بأيام الجزائر فى التسعينيات، ومهما يكن من أمر فإن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل مصر السياسي.

فالحشود التى تشهدها ساحة التحرير يرتفع معها نبض الأمل بأن مصر ستخرج قريبا وبسهولة من عنق الزجاجة، فالثورة التى اندلعت منذ أكثر من سنة لم تعط ثمارا ناضجة بعد، والثوار الذين ضحى بدمائهم من أجلها يشعرون بأنهم خرجوا من اللعبة السياسية، والنظام الذى انهار ظل يحرك خيوط اللعبة من وراء الستار.

إننى وبالرغم من كل هذا أخشى من أن يدفع الشعب فاتورة الصراع ما بين الثورة، وبين من يريدون وأد الثورة، وأتساءل متى يستقر حال مصر؟ ومتى تهدأ الأوضاع؟ ومتى نتفرغ لبناء دولة مصر الأبية؟ ونعمل معا يدا بيد لبنائها لإصلاح فساد على مدار عقود مضت، فهذا الأمر ليس بالسهل، وإنما يحتاج تكاتفا من أبناء الوطن لإتمام هذه المهمة.

واجهت مصر على مدار عام ونصف مضت ضربات قاسمة، وأجواء من الفرقة والتناحر والانقسام والتجارة بدماء الشهداء والبحث عن الغنائم والنصيب الأكبر من الكعكة، ونحن الآن حقا فى النفق المظلم، لأننا نعيش فى أحلك لحظات المحن، ونواجه العراقيل التى تسمى بالخانقة والأزمات المعضلات المفتعلة والتى يصعب حلها، وعقلانيا، علينا أن نصمد ونتحدى ونعمل ونفرق بين الحمائم والطيور المفترسة التى تحلق فى السماء.

يؤسفنى أن أقول إن هناك كثيرين يتغنون بالثورة، ويحققون مكاسب مختلفة من اللعب على أوتار ملفات الشهداء، مع أنهم لا ينتمون للثورة ولا يعرفون لها معنى، بل ويحلو لهم أن يعيش المصريون حالة من سوء الفهم بتصرفات وأعمال وتحت مسميات ومطالب مختلفة ويعبرون عن رؤيتهم للمشكلات والحلول المطلوبة، ويستغلون الأزمة بأبشع صورها، ويطرحون الفوضى بديلا للحلول وينطلقون نحو التعمير بهدف التخريب.

هناك جهودا مضنية تبذل لنقل الصراع السياسى إلى الشارع، ومصر فى ورطة حقيقية لا ننكرها أبدا، فإلى أين نحن ذاهبون بمصرنا المحروسة؟، علينا أن نعيد ترتيب الأوراق وتحديد أولوياتنا، حتى يمر هذا الشهر بسلام.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة