د. رضا عبد السلام

إنها "الإقامة الجبرية" لا "السجن المؤبد"!!

الثلاثاء، 05 يونيو 2012 10:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعنا وتابع العالم معنا محاكمة المخلوع ورجاله، كما تابعنا ردة الفعل الفورية والعفوية من قاعة المحكمة، والتى لم تنتظر رأى الشارع!! يا سادة، كان حرياً بمن بيدهم القرار توفير مال وجهد ووقت المصريين، بأن يقرروا من البداية وضع المخلوع قيد الإقامة الجبرية. ما الفارق بين الحكم الصادر اليوم بحق من تلطخت بأيديهم دماء الشهداء، وبين قرار الوضع قيد الإقامة الجبرية؟!

لقد تم تجهيز منتزه طره ليستقبل المخلوع، وكأنهم كانوا على علم مسبق بالحكم!! صدقونى، أغلب شعب مصر – وأنا منهم - يتمنى أن يستريح فى المكان الذى أعد خصيصاً لمخلوع ورجاله!! فالشعب على يقين تام بأن منتزه طره يفوق فى تجهيزاته تجهيزات الفندق ذا السبع نجوم!! ولهذا كل ما فى الأمر، أن السيد المخلوع لن يكون حر التنقل خارج هذا النزل الجميل، إنها الإقامة الجبرية لو أردنا أن نصبغ عليها الوصف الدقيق!

بعد أن أفاض قاضى المحكمة فى عرضه للثورة، وأنها قامت على نظام قَزم من دور مصر وحط من قدر كل شىء ينتسب إلى مصر، فاجأنا الحكم بتبرئة الذئب من دم ابن يعقوب!! حيث تمت تبرئة كبار رجال شرطة مبارك، فمَن الجانى إذاً؟ إذا عجزت المحكمة بجلالة قدرها من الوصول إلى قتلة الثوار فى قضية شغلت الرأى العام العالمى، فمن يمكنه الوصول؟! أبعد هذه الرحلة الطويلة تتم تبرئة من كان بيدهم القرار لأنه لم تتمكن المحكمة من معرفة الفاعل الأصلى؟!

كيف تتم تبرئة شخص مثل جمال مبارك، وكل مصرى يعرف أنه وراء كل المصائب التى لحقت بمصر، وخاصة منذ قيام الثورة؟! ألم يكن جمال هو من يدير الدفة خلال الثمانية عشر يوماً؟! هل يستطيع أحد أن يدعى غير ذلك؟ أبعد كل هذا تتم تبرئته ومعه كبار الضباط؟! كيف تتم تبرئة مبارك وأبنائه من الجرائم المالية بحجة التقادم، وهو كان على رأس السلطة طوال العقود الماضية؟!

لهذه الأسباب وغيرها، طالبنا منذ البداية بأن تكون هذه المحاكمة محاكمة سياسية لا جنائية. فمن بيدهم الأدلة قاموا بطمسها أو إخفائها، وبالتالى كان من قبيل العبث التعامل معها على أنها قضية جنائية!! ولهذا فإنه بمنطق القانون، كان ينبغى على المحكمة تبرئة المخلوع نفسه، ولكنها أعطته المؤبد كنوع من الموائمة السياسية اعتقاداً بأن فى سجن المخلوع إطفاء لغليل الشارع المصرى والثكالى من أمهات الثوار!

على كل حال، ما نشهده خلال هذه الأيام، وتحديداً منذ إعلان نتيجة الجولة الأولى، لا يمكن أن ينبئ بخير بالنسبة للثورة والثوار. فهاهم فلول نظام مبارك قد عادوا من جديد ليطلوا برؤوسهم، ويدسوا سمومهم، وبمختلف الوسائل، ويبدو أنه سيتحقق لهم ما أرادوا، لتعود ريمة إلى عادتها القديمة، فهل إلى مخرج من سبيل؟!
* أستاذ بحقوق المنصورة








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة