"شباب مزار" يقدم حلولاً غير تقليدية لنشر الثقافة

السبت، 30 يونيو 2012 02:24 م
"شباب مزار" يقدم حلولاً غير تقليدية لنشر الثقافة جانب من إحدى فعاليات مركز مزار
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا لو أصبح داخل كل شارع أو حتى حارة على أرض مصر مركز ثقافى لإبراز المواهب وتفريغ طاقات الشباب؟ ووفقا لرؤية مجموعة "مزار" الثقافية فإنه لو تحقق هذا سنقلص عدد الشباب المدمن والمدخن إلى النصف تقريبا، كما سنكتشف آلاف المواهب التى لا يلتفت إليها أحد فى زحام العشوائيات والمناطق الشعبية والتى يمكنها وضع مصر فى مكانه أكبر، مما هى عليه الآن فى مجال العلوم والإبداع والثقافة، ولكن السؤال هنا كيف يمكن أن نهتم بالثقافة ونأتى بميزانية لهذا الكم الكبير من المراكز الثقافية على أرض مصر التى يعيش معظم سكانها فى العشوائيات والأماكن المزدحمة وهمهم الأول هو البحث عن لقمة العيش، وتأمين المستقبل، فكيف لنا وسط هذا الزحام اقتطاع مساحة من الأرض لإنشاء مراكز ثقافية تكون منبر للثقافة والتنوير.


مجموعة مزار الشبابية قدمت حلولا عير تقليدية لنشر الثقافة، خصوصا فى الأماكن المزدحمة بالسكان.

ويقول مصطفى الشريف أحد أعضاء مركز مزار الثقافى: "لو فكر شخص واحد من كل منطقة فى استغلال مساحة "سطح المنزل" الخاصة به والتى يملأها غالبا بالمخلفات والأدوات المهملة، وتلقى تدريبا لدينا فى كيفية جعل هذه الأسطح منارة ثقافية تضىء عقول شباب مصر بالكامل، بأقل التكاليف وربما تدر عليه دخلا أيضا فى يوم من الأيام، فى تنفيذ المشروع وقاموا أول أمس الخميس بافتتاح مركزهم الثقافى الأول على سطح أحد عمارات ميدان المحكمة بمصر الجديدة.

مركز مزار الذى يعتبر الأول ضمن حملة تهدف لإنشاء مركز ثقافى فى كل منطقة مستغلا آلاف المساحات المهدرة بأعلى المنازل يعتبر الثانى بشكل عام للشباب، حيث كان مركزهم الأول فى منطقة الدقى، ولكنهم بدءوا العمل على الحملة بعد أن وجدوا عمارة مدربة البالية المشهورة فاطمة مرزوق والتى كانت تستغل جزءا من سطحها ضمن مركز "بالية فطيما"، ليبدءوا على الفور التفكير فى تحويله إلى مركز ثقافى وفنى متكامل، ثم يتجهون لتنفيذ أول مركز ثقافى طائر فوق أسطح العمارات المصرية.

الشباب حملوا الدهانات وعملوا لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة على دهان المكان وتجميله وتجهيزه على التراث المصرى الأصيل وإعداد أماكن للندوات والحفلات الثقافية، ليتحول السطح التقليدى الذى كان يقتصر على تقديم بعض دورات الباليه فقط، إلى مركز إشعاع ثقافى جديد فى منطقة مصر الجديدة ويشهد افتتاحه إقبالا كبيرا من الجيران وغيرهم من أصحاب العمارات المجاورة الذين بدءوا يطالبون الشباب بتنفيذ الفكرة فى بناياتهم.

500 متر هى مساحة المكان الذى عمل عليه الشباب واستخدموا كل ركن فيها لإعداد مركز ثقافى جديد ومتكامل، ويتمنى الفريق أن يصبح هذا المركز نواة لسلسلة من المراكز الثقافية فى كل مكان، ويقول مصطفى: "سنقوم بتخصيص يوم فى الشهر وربما أكثر لكل من يريد إقامة مركز ثقافى فى منطقته لنعلمه كيفية التجهيز بأقل تكاليف وكيفية إعداد البرنامج الشهرى وتحضير الندوات وكل ما يخص المركز الثقافى".

وتابع: "سنحاول أيضا أن نقوم بعملية تدوير للبرامج، بحيث يتم تبادل للندوات والأحداث بين المناطق وبعضها حتى تحدث عملية استقرار ونضج كافية لكل مركز فى منطقته ويكون مركز الإشعاع الخاص به".

مجموعة مزار الثقافية ترى أن الثورة الحقيقية التى تحتاجها مصر الآن هى ثورة ثقافية قبل أن تكون ثورة سياسية، حيث يعتبرون السبب الرئيسى لعرقلة تقدم مصر هو غياب الثقافة عن الشريحة الأكبر من الشعب المصرى الذى يقضى يومه لهثا خلف لقمة العيش ولا يجد مكان له أو لأولاده يفرغ فى طاقته سوى جلسات المقاهى.

ويقول مصطفى: "لو استطعنا أن نصل لهدفنا سنكون قد قطعنا شوطا ضخما فى هذه الثورة التى يمكنها أن تغير وجه مصر بشكل حقيقى".

"شباب مزار" عرضوا نموذجهم الناجح أمام الجميع وقدموا المبادرة التى سيمكنها خدمة كل شخص دون مقابل فهم لن يشترطوا أن يكونوا جزءا من كل مشروع يدخلون فيه، حيث سيقدمون خبرتهم ومعرفتهم بكيفية تكوين المراكز الثقافية لكل من يريد خدمة بلده، ويقول مصطفى "الفكرة لن تكون مكلفة بالشكل الذى سيتوقعه أى شخص، كما سنحاول عرض طرق لتغطية تكاليف المكان خلال عرضنا لكيفية تجهيز المكان وإعداده وربما أيضا يمكن تحقيق هامش ربحى لصاحبه وإن كان هذا ليس الهدف الرئيسى منه".

وتقول فاطمة مرزوق التى أسست مدرسة "باليه فاطيما"، لتعليم فن البالية منذ 18 عاما، وتبرعت بالمكان الأول لمركز مزار الطائر" أملك أستوديو فنى منذ فترة طويلة، ولكن الفكرة فى استغلال السطح هى فى المساحة الكبيرة التى يتيحها وإمكانية أن نقدم السبعة فنون بشكل كامل عليه، إضافة إلى أنه يعتبر مكان مفتوح وملىء بالهواء الطلق"، وتابعت "الأهم بالطبع هو الفكرة التى يمكن أن تضيف مئات وآلاف الأماكن الثقافية للبلد بأقل التكاليف وبمجرد أن يوافق شخص على التبرع بالمكان له".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة