أحلام اليقظة هى ظاهرة نفسية، حيث يختلى فيها الإنسان بنفسه فتأتيه أفكار وخيالات وصور كثيرة يسترسل فيها، وربما تكون ممتعة جدًّا له فى بعض الأحيان، وقد تكون أفكار تحقق بشكل خيالى رغبات وأمنيات لا يستطيع الشخص تحقيقها بشكل واقعى.
وعن أحلام اليقظة، تقول الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ أمراض الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن أحلام اليقظة غالبا ما تفسر نفسياً على أن هذه الأمنيات والأحلام مختزنة فى العقل الباطن، ثم تخرج إلى الوعى فى لحظات الاختلاء بالنفس، وقد يستغرق الشخص دقائق ثم يعود إلى الواقع، ويعتبر وجود درجة معقولة من أحلام اليقظة أمراً إيجابياً، لأن الإبداع وتطور الفكر والأفكار المبتكرة غالبا تبدأ من أحلام اليقظة، كما أن لها دوراً فعالاً فى التخفيف من الشعور بالقلق والتوتر، فأحلام اليقظة إن كانت بدرجة معقولة فهى أمر مفيد.
ولكن ما يزعج بالفعل ويدخل تحت الظواهر النفسية أن تكون أحلام اليقظة مستمرة ومسيطرة على التفكير بشكل قهرى، وتزيد إذا حاولت الكف عنها، وغالبا ما يفكر الشخص بأشخاص من نسيج الخيال يرتبط بهم فى خياله يضيف إليهم مواقف جديدة كل يوم ويرتبط بهم، وفى بعض الأوقات يتكلم مع نفسه أو يضحك مع نفسه، ويغرق فى هذا فترة طويلة، مما يؤدى إلى ضياع الوقت، وللأسف لا يستطع الشخص التوقف عن هذه الأحلام، وتعتبر هذه الأحلام عرضا من أعراض الوساوس القهرية أو القلق النفسى، حيث إن الاسترسال أو الإسراف فى التفكير فى أمور لا فائدة منها ولا داعى للانشغال بها، وينتج عن ذلك ضعف فى التذكير، والتشويش فى الأفكار فى بعض الأحيان، إذن الأمر كله مرتبط بأعراض نفسية.
وعن الطرق التى يمكن السيطرة بها على أحلام اليقظة، تقول الدكتورة هبة عيسوى، يجب توزيع الوقت جيداًَ وتقليص أوقات الفراغ والاختلاء بالنفس، وأن نأخذ قسطا كافيا للراحة، وأن يقوم الشخص بتنمية علاقاته الاجتماعية وأن تمارس الرياضة، خصوصا رياضة المشى فى الهواء الطلق خمسة أيام بالأسبوع لمدة ساعة.
كما تنصح بضرورة إدخال نوع من الاستشعارات الداخلية على نفسك، مثلاً إذا انخرطت فى هذا التفكير المتواصل الذى نسميه أحلام اليقظة، هنا أنصحك بأن تقوم فجأة بالضرب على يدك، هذا سوف يقطع حبل هذا التفكير.
وأخيرا عليك بتعلم جلسات الاسترخاء حتى تتغلب على أعراض القلق، ولكن إذا لم تتحسن حالة أحلام اليقظة المستمرة عليك بزيارة الطبيب النفسى.
أحلام اليقظة.. قليل منها مفيد.. كثير منها يضر
السبت، 30 يونيو 2012 04:42 م