تعامل كثيرون مع المشهد السياسى الذى نعيشه وكأنه معركة سياسية بين جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والرئيس المنتخب محمد مرسى من جانب، والمجلس العسكرى من جانب آخر، وكأن من الضرورى أن يكون هناك فائز ومهزوم فى هذه المعركة، وتحرك العشرات من الإعلاميين المحترفين فى صناعة الفتنة للعب على هذا الوتر، وكأن البلاد تعيش حالة من الرفاهية الاقتصادية والأمنية وتتحمل المزيد من الوقت الضائع فى هذا الجدل السياسى الذى لا طائل من ورائه إلا إشعال النار والخاسر هو الوطن.
تمادى البعض فى التفنن فى صناعة الفتنة للتعجيل بالصدام بين مرسى والعسكرى، بعضهم لم يرَ فى مشهد لقاء الرئيس بالمجلس العسكرى سوى التعليق على الطريقة التى يجلس بها المشير، والتأكيد أنها تعكس، من وجهة نظر هذا المتحزلق، أنها تؤكد على أن المجلس العسكرى يتعامل بغرور مع الرئيس، وكأن صاحب هذا الاجتهاد وصى على الرئيس الذى شارك فى صناعة هذا المشهد، ولم يرَ ما رآه أصحاب هذا الرأى، ولم يشعر بصلف قادة الجيش.
لم أشاهد سوى أشخاص يحرضون الرئيس على الصدام بالعسكرى، بحجة انتزاع الحقوق وذبح القطة، فى المقابل تحرك آخرون لتحريض العسكرى على الانقلاب على الرئيس الشرعى المنتخب، واستغلال أى موقف لسحب الشرعية منه وتجريده من أية صلاحيات، بل وإشعال البلاد وإحداث انقلاب عسكرى، وكأن هؤلاء وهؤلاء يعيشون وينتمون لدولة الهند مثلاًَ، وليس عندهم أية وطنية، ولا تفكير فى الوطن المحترق الذى يحتاج، وبسرعة، إلى لحظات هدوء لتمكين الرئيس الجديد من ترتيب أوراقه ولم الشمل دون افتكاسات وشروط من البعض الذين لا يعرفون سوى رفاهية التنظير بعيداً عن الواقع المرير الذى نعيشه، فلم يعد هناك الكثير من الوقت لإنقاذ مصر من الاحتضار، علينا أن نساند الرئيس الشرعى، حتى لو لم نكن ضمن أفراد المعسكر، الذين منحوه أصواتهم، وهم ملايين، والأيام القادمة ستعكس إن كان هؤلاء من الذين لم ينتخبوا مرسى وطنيين بحق يريدون صالح بلادهم أم أنهم ارتبطوا بشخص أو تحالفوا ضد شخص دون النظر لمصالح البلاد.
وأقولها بصراحة، من يحب مصر فليدعم محمد مرسى، حتى يرى منه عكس ما أعلن فى مشروع النهضة، وكما قلت من قبل، كلنا جنود وراء الرئيس المنتخب، فلنعطه الفرصة كاملة وندعمه من أجل مصر، فنجاحه يعلن نجاح الثورة وفشله، لا قدر الله، سيقلب المنضدة على رؤوسنا جميعاً، ولن يصب فى صالح حتى أحمد شفيق، فلنسع للتقريب بين الجميع، الجيش والثوار ومعسكر شفيق، وبين الإخوان المسلمين والقوى الإسلامية والنخبة، أما المحرضون فلا عزاء لهم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى الحزين
لا توجد ثورة فى مصر