"اليوم السابع" رصدت أهم الاختلافات بين أولى أيام الميدان عقب التنحى، والفرق بينها وبين صورة الميدان بعد الاحتفال بفوز "مرسى".. كانت أكوام "القمامة" هى المشهد الأكثر تأثيراً فى الأيام الأخيرة على العكس تماماً من مشهد الميدان فى الساعات التى أعقبت التنحى والتى شهدت حملات متتالية من التنظيف تركت الميدان "بيبرق"، على حد قول "أحمد حسين"، أحد شباب الميدان الذين حضروا دوريات تنظيف الميدان منذ بدايتها عقب تنحى المخلوع.
"الميدان بقى زى الفل بعد ساعات من تنحى مبارك" يقول "أحمد" أحد المعتصمين أثناء محاولته لرفع القمامة من منتصف الشارع دون جدوى، بعد أن كانت الجملة الأشهر لإحدى السيدات التى نزلت إلى الميدان بصحبة أسرتها بعد التنحى: "خلصنا الثورة وبنضف الميدان"، وهى الجملة التى حلت محلها أكوام القمامة ومشهد الأكشاك والخيم المتناثرة فى كل مكان والتى تركت الميدان أشبه "بسوق الثلاثاء" على حد قول "أحمد" وغيره من المعتصمين.
أما عن "عبد الله سيد" 35 عاماً، فالميدان بالنسبة له "أحلى سبوبة"، بعد أن ترك مكانه على رصيف أحد شوارع بولاق الدكرور، حاملاً "عربة الكشرى" إلى ميدان التحرير منذ عدة أشهر، توافد خلالها المعتصمين على الميدان جمعة بعد أخرى، وكانت ليلة الاحتفال بفوز "مرسى" هى "ليلة السعد" التى قرر بعدها "عبد الله" عدم ترك الميدان "ولو بالطبل البلدى" على حد تعبيره،
"ده أكل عيشنا ومكان رزقنا عايزين تمشونا منه ليه" يقول "عم عبد الله" صاحب عربة الكشرى، معبراً عن رأيه وغيره من باقى الباعة الذين امتدت فرشاتهم بطول وعرض الميدان، واعتبروا ميدان التحرير "بيتهم ومطرحهم".
أما عن "الخيم" التى التصقت ببعضها داخل "صينية الميدان" وحديقة "مجمع التحرير" فامتلأت بوجوه مختلفة عن الوجوه التى حضرت فى الاعتصام الأول فانتشرت بها العائلات التى استعانت بكل ما يمكن استخدامه ضد حرارة الجو من "مراوح" ومشروبات باردة فى أكشاك متراصة على أطراف الميدان، وبقى المتظاهرون فى منتصف الميدان يهتفون فى إصرار على تحقيق مطالبهم مهما طال بقائهم ومهما اشتدت فوق رءوسهم حرارة شمس الميدان.










