عاصم الدسوقى

نجاح الخارجية الأمريكية

الأربعاء، 27 يونيو 2012 04:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما كنت أبحث فى الوثائق الأمريكية عن موقف الولايات المتحدة تجاه مشكلة فلسطين اكتشفت وجود سياسة للخارجية تختلف عن البيت الأبيض «الرئاسة الأمريكية»، وعلى سبيل المثال كانت الخارجية ترى وضع فلسطين تحت الوصاية الدولية عقب انسحاب إنجلترا نظرا لرفض العرب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة «29 نوفمبر 1947» بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود، وفى أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء يوم 14 مايو 1948 لتقرير مصير فلسطين فوجئ المجتمعون بقرار الرئيس الأمريكى ترومان «بالاعتراف بحكومة إسرائيلية مؤقتة فى الجزء المخصص لها فى قرار التقسيم»، فاحتج الوفد الأمريكى بالأمم المتحدة على هذا التصرف اللاأخلاقى immoral action وتقدموا باستقالتهم على نحو ما ورد فى مذكرات وكيل الخارجية الأمريكية. ولقد تابعت عدة مسائل فى تلك الوثائق للتأكد من هذه النقطة فوجدتها صحيحة فقد تنتصر الخارجية وقد ينتصر البيت الأبيض. ويبدو واضحا من ظاهر أحداث ثورة 25 يناير ومواقف المسؤولين الأمريكيين أن الخارجية الأمريكية عملت على احتواء الثورة حتى لا تذهب بعيدا عن الفلك الأمريكى الذى اتسعت دائرته بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 لتشمل تفكيك الكيانات القومية الكبرى وكذا الأوطان الكبيرة إلى «دويلات» صغيرة على أسس طائفية دينيا أو مذهبيا أو عرقيا حتى يسهل السيطرة عليها، ولا يبقى إلا الإمساك بالسبب الذى يساعد على عملية التفكيك، وكان مبدأ «الفوضى الخلاقة» الذى أعلنته كوندوليزا رايس وزير خارجية أمريكا فى عام 2005 يعبر عن هذه الاستراتيجية بحيث يتم التعامل مع كل بلد من واقع تكوينه الطائفى.

وفى هذا السياق وجدت الخارجية الأمريكية أن الإخوان المسلمين فى مصر يمكن أن يكونوا «السبب» الذى يحقق للأمريكان مصالحهم الاستراتيجية البعيدة. وبدأت خيوط هذه الأفكار تتجمع فى أعقاب فوز الإخوان المسلمين بأغلبية عضوية مجلسى الشعب والشورى.

وعند ذالك قال كارتر الرئيس الأمريكى الأسبق إنه لا يعترض على فوز الإخوان المسلمين لأنهم جاءوا بطريقة ديموقراطية، وبدأ الأمريكان فى رمى الشباك لاصطياد العناصر التى يمكن أن تحقق أهدافهم، وزاد هذا النشاط مع عملية انتخابات الرئاسة عن طريق وسائل كثيرة غير مباشرة. ففى المدة من 29-31 مايو الماضى انعقد منتدى «أمريكا والعالم الإسلامى» بمدينة الدوحة تحت شعار «أصوات جديدة اتجاهات جديدة»، ومن تنظيم مؤسسة «بروكنجز الأمريكية للسلام» حضره مصريون. وهذه المؤسسة شأن كل المراكز الأمريكية تلعب بعقول العرب تحت شعار الديموقراطية والحرية وتعلمهم «أن الديموقراطية هى حكم الأغلبية وللأقلية حق تقرير المصير» وبهذا تبدأ فعاليات «الفوضى الخلاقة».

ومن ناحية أخرى ذهب وفد يمثل أحزابا سياسية مصرية إلى واشنطن فى منتصف يونيه الجارى بدعوة من معهد «ودرو ويلسون» وتحدثوا مع المسؤولين عن مستقبل السلطة فى مصر وقال لهم وليم بيرنز نائب وزيرة الخارجية «يمكنكم الوثوق فى مساندتنا ودعمنا لمصر».. ألم يدرك أولئك الذين سافروا والتقوا وتكلموا أنه يمكن استخدامهم لتكوين مجلس انتقالى إذا دعت الضرورة على غرار ما حدث فى ليبيا وسوريا برعاية أمريكية؟

فلما نجح مرشح الإخوان فى انتخابات الرئاسة تلقى تهنئة أمريكية، وهنا تبدأ فعاليات الفوضى الخلاقة.. فإذا ما شرعت إدارة مرسى فى تطبيق برنامج جماعة الإخوان المسلمين من حيث إقامة «الحكومة الإسلامية» التى ظلوا ينتظرونها منذ حسن البنا يصبح الطريق مفتوحا لإحداث فتنة طائفية تستدعى تدخل أمريكا بدعوى حماية الحريات والأقليات على طريق السودان عندما قرر عمر البشير تطبيق الشريعة الإسلامية والباقى معروف.. هل يعى حكامنا الجدد هذه الفلسفة فى الحكم وما وراء الابتسامة الأمريكية؟!





مشاركة




التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

hesham a7mad

alnasryoon

عدد الردود 0

بواسطة:

أبوعبد الله المنصورى

هذا عجز النخبة

عدد الردود 0

بواسطة:

Dr.Hesham Ahme

نجح البنتاجون

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmad abdelaziz

ضحالة الاخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

لانا

استعدت الذاكره التي خزنتها لقرائاتي عن هزيمة 67

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة