وسط حالة التخبط والترقب التى تسود المجتمع بعد وصول أول رئيس منتخب لمصر من خلفية إسلامية ورئيس سابق لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، تخوف أصحاب مهن بعينها على مستقبل تجارتهم.
من هذه الفئات التى سادت حالة القلق فى أوساطها أصحاب محلات المشروبات الروحية الموجودة فى منطقة وسط البلد والعاملين بها، وأصحاب الكافيهات، والمضيفات اللاتى يعملن بهذه الأماكن.
ويتخوف أحد مديرى المحلات التى تبيع هذه المشروبات منذ زمن طويل ويقول لـ"اليوم السابع": "أخشى على تجارتى، وعلى المحل بعد تولى الدكتور مرسى رئاسة الدولة"، وفى حالة إلغاء نشاط المحل، ماذا أعمل، فأنا أمتهن المهنة أبا عن جد، فنحن لا نرغم أحداً على الشراء، ويأتى إلينا الزبائن من كافة الأطياف، وأوضح أن المحل يقوم بدفع الضرائب بصفة منتظمة، وهذا العام قام المحل بدفع ضرائب تصل إلى مليون ونصف المليون، كما أن الشركة الأم التى تقوم بتصنيع هذه المشروبات تدر دخلا ماليا على الاقتصاد المصرى يصل إلى 7 مليارات جنيه فى السنة".
وعن أسباب خوفه من وصول الدكتور محمد مرسى إلى كرسى الرئاسة، قال "إذا ما فرض علىَّ تغيير النشاط سأقوم بتحويل النشاط إلى بيع الملابس أو أية تجارة أخرى فى حالة تعرضى لأى مضايقات بسبب بيع هذه المشروبات، ولكنه سيعرض العديد من العمال الموجودين فى المحل لوقف الحال، حيث إن عملنا بالمحل هو مصدر رزقنا الوحيد، فالمحل يعمل به حوالى 15 عاملا، ومن بينهم فتيات، وكلهم لا يشربون الخمر، ولديهم أولاد وأسرة، والخوف والقلق هما المسيطران علينا الآن، خاصة وسط توتر الأحداث، وطلب منى بقية زملائى ألا أقوم بفتح المحل بشكل كامل خوفا من حدوث أى مشاكل".
وعلى جانب آخر تسود حالة من القلق أيضا أصحاب المقاهى، ويقول عمرو حمدى صاحب أحد المقاهى بمنطقة البورصة بوسط القاهرة، القلق الذى ينتابنا هو قلق طبيعى لأننا لم نعش من قبل تحت حكم رئيس صاحب خلفية إسلامية، ولكن المقاهى فى مصر محصنة ضد الإغلاق، لأنها سمة من السمات المعروفة والتقليدية للشعب المصرى، وأيضا هى مكان آمن لجذب العديد من السياح فى وسط المدينة، ويؤكد على أن شخص الرئيس ليس هو المشكلة، ولكن المشكلة أن الرئيس يرجع الأمن ويرجع حال البلد زى الأول.
وأضاف "قبل الثورة كان الإقبال على مقاهى وسط البلد كبيراً من الناس العاديين البسطاء والشباب لرخص أسعارها عن الكافيهات فى المناطق السياحية الأخرى، ويوجد لنا قانوننا الخاص، وهو التزام الأدب والأخلاق أثناء الجلوس، خصوصا أن مقاهى وسط البلد روادها يتنوعون ما بين الشباب والكبار والعائلات التى تقصد وسط المدينة لشراء احتياجاتها، وحتى الآن لم تستعد المقاهى روادها بشكل كاف لعدم وجود الأمن، أنا أتمنى أن نعوض خسائرنا الأيام المقبلة، وتعود الحياة إلى طبيعتها فى وسط البلد، وحتى لو حدث السيناريو الأسوأ، وحاول أحد أن يغلق المقاهى والكافيتريات، فسأقوم بمقاومة هذه القرارات لأنه شغلى ورزقى ورزق الناس اللى شغالين معايا، أنا معايا بكالوريوس تجارة، ومش لاقى شغل غير ده، أو يقوم من أخذ القرار بتوفير عدد 20 وظيفة لى ومن يعمل معى، ولكن عندى أملا أن يتحسن الوضع مع الرئيس الجديد، وأن يقوم بتحسين وضع البلاد".
بعد فوز "مرسى".. ترقب وحذر لدى أصحاب المقاهى وتجار الخمور
الثلاثاء، 26 يونيو 2012 02:04 م
مقاهى البورصة بوسط البلد