لارى بايج، وسيرجى برين، المؤسستان المشاركتان فى جوجل، الملياردير جيفرى بيزوس مؤسس موقع أمازون، كاثرين غراهام المالكة، ورئيسة تحرير صحيفة الواشنطن بوست، غابرييل غارسيا الحائز على جائزة نوبل فى الأدب، يشترك هؤلاء العظماء والمبدعون فى تلقيهم نوعا مختلفا من أنظمة التعليم العالمية والمعروف باسم "المنستورى"، فهل من الممكن أن نحلم لأطفالنا فى العشوائيات بأن يحصلوا على هذا النوع من التعليم فى يوم من الأيام، على أمل أن يخرج من عشوائيات بلدنا المنهكة مبدعين وعباقرة فى مجالات مختلفة.
نظام "المنستورى" هو نظام تعليم إيطالى مميز عدد الحضانات التى تعمل به فى مصر حتى الآن يعد على أصابع اليد الواحدة، تكاليف الدراسة للطفل الواحد فيها حوالى 2500 إلى 3000 جنيه للطالب الواحد، وهو نظام يعتمد على أعمال الحواس والتعليم العملى وتطوير العقل، بحيث يستطيع تشكيل طفل مبدع يستطيع التغيير فى ما حوله بدلا من التعليم التلقينى العادى، ولكن بالنسبة لمجموعة الشباب المصريين الذين أطلقوا مشروع "مداد" لتعليم أطفال العشوائيات تحت مظلة جمعيه "أتباع الصالحين"، فالحلم وحدة لم يكن كافيا، حيث ملكوا الإرادة والجهد اللذين مكنهما من العمل فى منطقتى بطن البقرة ومقابر اليهود منتصف شهر يونيو الماضى.
فكرة مشروع مداد بدأت عقب ثورة 25 يناير، حيث بدأ يفكر مجموعة من الشباب المتطوعين فى العمل الخيرى لطريقة تنهض بمصر مدفوعين بروح الثورة، وكان الاختيار هو الاتجاه لتعليم الأطفال الصغار فى الأماكن العشوائية حيث يسهم ضيق اليد فى ضياع النشء الذى يعبر عن الأمل فى الغد الحلم بالمستقبل.
ويقول محمود نواف المسئول عن المشروع: "إذا وضعنا البذرة الصحيحة فى الطفل فسيستطيع توجيه نفسه بعد ذلك مهما كانت الظروف، ولكن لو اتجهنا للكبار فسيكون من الصعب إعادة تأهيلهم، لذلك بدأنا المشروع مع أطفال الحضانة على أمل أن نملك فى المستقبل إمكانات من تنفيذه بشكل كامل".
الشباب حينما بدءوا العمل على المشروع استهدفوا تقديم تعليم جيد لأطفال العشوائيات دون أن يضعوا عنوانا لهذا التعليم، وبعد العديد من المقابلات مع كبار العاملين فى مجال التعليم فى مصر اكتشفوا نظام "المنستورى" أو MONTESSORI، ليتجهوا بعد ذلك لأكبر مؤسسة لتعليم هذا النوع فى مصر لتوافق بدورها على إعطائهم الدعم فى كافة الاحتياجات العلمية للمشروع ويبدءون العمل على الفور.
الشباب واصلوا البحث حتى وصلوا للأستاذة حورية صلاح الدين وهى واحدة من أصحاب الباع الطويل فى هذا النظام، وتملك حضانتين شهيرتين بالمقطم لتتولى بنفسها الإشراف على تدريب تأهيلى لقرابة 10 مدرسات من سكان المناطق العشوائية كونوا بذرة هذا المشروع الذى أكمل الآن عامه الأول.
فى بيت صغير مكون من أربعة غرف فى بطن البقرة، ودور كامل من خمسة غرف فى ترب اليهود استطاع شباب "مداد" تقديم أفضل تعليم لمائة وستين طفلا كان من المنتظر أن يكون وضعهم الآن مثل الآلاف غيرهم، إما فى الورش العشوائية أو فى الشوارع ويقول نواف: "نحن لا نستهدف التعليم الحكومى.. نحن نستهدف أفضل تعليم للأطفال.. نريد أن يخرج من هذه المناطق العشوائية أطفالا مبدعين فى شتى المجالات وهذا ما نأمل أن نحققه فى أقرب وقت".
ويتابع نواف "هدفنا أن نمتلك فى يوم من الأيام مكانا لتعليم الأطفال بهذه الطريقة فى كل المناطق العشوائية حول مصر، وأن تساهم معنا الدولة حتى يصبح مشروعا قوميا يغير وجه العشوائيات من خلال سكانها وأطفالها ومن يدرى ربما يظهر لنا من العشوائيات آلاف مثل العظماء الذين تخرجوا من تحت يد هذه الطريقة فى التعليم".
بالصور.. شباب "مداد" يمدون أيديهم لأطفال العشوائيات ليصبحوا وعباقرة
الثلاثاء، 26 يونيو 2012 07:08 م
جانب من التعليم فى الجمعية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة