كثيرا ما نشاهد فى الدول المتقدمة الرجال، والنساء الكبار والشباب، بل والأطفال أيضا أثناء انتظارهم لوسائل المواصلات أو أثناء تواجدهم بها يقرأون فى الكتب، أو الصحف، أو المجلات، ويستثمرون وقتهم فى اكتساب معلومات متنوعة أو أخبار تهمهم أو حتى ترفه عنهم، هذا ما يؤكد عليه الدكتور محمد أمين المفتى، أستاذ المناهج وإستراتيجيات التدريس بكلية التربية بجامعة عين شمس والعميد الأسبق للكلية.
لذا نجد القارئ لديه معلومات عامة عن مجتمعه، وكذلك المجتمعات الأخرى وشعوبها وثقافاتهم مما يزيد من اتساع أفقه وفهم العالم من حوله، وهذا من خلال القراءة فى موضوعات ومجالات مختلفة.
وفى المقابل نجد من يحصر نفسه فى القراءة فى موضوعات تخصصه فقط، وإن كان له فائدة فى التعمق فى التخصص والتمكن منه، إلا أنه فى المقابل يجد الشخص نفسه منحصرا فى حدود ضيقة يفرضها الاقتصار فى القراءة على التخصص.
لذا ينبغى على الفرد أن يقرأ فى أوقات فراغه فى مختلف المجالات: الاجتماع، والاقتصاد، والسياسة، والفن بمختلف صوره، أو الأدب، والفلسفة، والإعلام، والآثار وغيرها، وهذا يفتح له نافذة عريضة على باقة من المعلومات والمعارف، وتجعله يمتلك موسوعة من المعارف المتنوعة التى تزيد من ثقافته العامة وبالتالى تكسبه اتساعا فى أفقه، وتجعله قادرا على التحدث مع الآخرين فى أى موضوع يطرح فى جلسات الزملاء والأصدقاء ويكسبه تقديرا واحتراما من الآخرين.
والقراءة المتنوعة لها فائدة أخرى فمثلا عند التقدم للعمل فى بعض الوظائف تعقد مقابلات شخصية له من رؤساء العمل وعادة ما يسأل المتقدم أسئلة متنوعة لقياس مدى معرفته بالمجالات المختلفة المرتبطة بالعمل المتقدم له وفى المعلومات العامة، وتتطلب الإجابة عنها كم وكيف المعلومات التى يمتلكها الفرد المتقدم للوظيفة.
وكثيرا ما نقرأ فى الصحف أنه تقدم لوظيفة ما عدد كبير من خريجى الجامعات ولم ينجح فى أسئلة المعلومات العامة سوى نسبة قليلة للغاية، ويرجع هذا إلى قلة المعلومات التى لدى المتقدمين نتيجة لعدم تنوع قراءاتهم.
إن القراءة غذاء للعقل، مثلها مثل الطعام كغذاء للجسم، تصور أن إنسانا يأكل صنفا واحدا فقط من الطعام كيف تكون بنية جسده، فكما تحتاج البنية القوية للجسم، إلى التنوع فى الطعام، يحتاج العقل النابه إلى التنوع فى موضوعات القراءة.
وينصح المفتى من يحصر قراءاته فى مجال واحد أن يحاول كى ينوع من مجالات القراءة.
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة