عم "إبراهيم" بائع جائل ثائر

الأحد، 24 يونيو 2012 04:45 م
عم "إبراهيم" بائع جائل ثائر عم "إبراهيم"
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سنوات الظلم التى عاناها فى حكم مبارك شكلت ملامحه وتسببت فى حالته التى ظهرت عندما تجده وهو مفترشا أرض ميدان التحرير معلقا حول عنقه لافته متآكلة يجذب بها الزبائن بعبارة "توجد هنا جميع أنواع كروت الشحن" وفوقها لصق شعارات حملة "شايفينكم" و"لن نسمح بالتلاعب" ليكون الحاج إبراهيم محمد على هو "المتظاهر البائع" فى ميدان التحرير.

عندما قرر عم إبراهيم 49 عاما النزول للميدان لأول مرة مع بداية تظاهرات الشباب كان هدفه هو التظاهر فقط ومحاولة إنهاء النظام الظالم الذى لطالما عانى منه، ولكن بعد طول مدة التواجد فى الميدان قرر إبراهيم أن ينضم لطائفة البائعين الجائلين والأرزقية بالميدان لكسب قوته وأكل عيشه.

وافتراش إبراهيم الذى يبدو أكبر من عمره بعشر سنوات على أرض التحرير لأكثر من عام حتى الآن لم يأت من فراغ فهو لم يبدأ حياته كبائع جائل ولكنه عاش معظم سنوات عمره كتاجر من تجار الحدود المصرية الليبية الذين يستوردون البضائع ليأتوا لبيعها فى مصر.

طوال سنوات التجارة الطويلة التى عاش فيها إبراهيم بدأ يتجمع بداخلة كره للظلم الذى أنهك البلاد والعباد فى عهد النظام السابق، حيث عانى من الفساد والرشوة ومضايقات أجهزة الأمن المختلفة لأنه بكل بساطة كما يقول "مكنش ليا ضهر" وعلى الرغم من ذلك استطاع التعايش مع هذه الحياة وكان راضيا.

حكاية الحاج إبراهيم بدأت تتجه للجانب المظلم وقت أن تعرض لحادث تصادم من إحدى السيارات فى ليبيا ليجد نفسه تائها فى بلد غريب دون حكومة تحميه أو تحاول الالتفات له بعد أن قام من صدموه بسرقة جواز سفره حتى لا يستطيع طلب تعويض منهم ثم مساومته على إعطائه الجواز ليتمكن من العودة لبلاده التى كان ينظر لها فى هذا الوقت على أنها الملجأ الوحيد له من الغربة.

بعد التنازل عن حقوقه وعدم علاج قدمه التى لم تكن تتحرك وقتها استطاع إبراهيم العودة لأرض المحروسة أخيرا محاولا الحصول على علاج على نفقة الدولة التى لطالما دفع ضرائبها وأدى واجباتها ليفاجأ بعد اللف على مكاتب الحكومة بالرفض، ليبدأ رحلة علاج على نفقته الخاصة وصرف آخر جنيها من مدخراته وبعدها عاود الكرة مرة أخرى ليعود مطالبا بحقه فى العلاج ويجد السلطات قد أصدرت قرار بمنع العلاج على نفقة الدولة ويقول: "أصبح مصيرى هو افتراش الأرض مع مجموعة صغيرة من السجائر الرخيصة وكروت الشحن للحصول على قوت يومى بدلا من سؤال الناس".

"بمجرد أن وجدت الشباب يتجهون إلى التحرير انضممت لهم على الفور وكان هذا أقل ما أقوم به بعد ما عانيته" هكذا تحدث عم إبراهيم ليبدأ من هنا حكاية جديدة مع الظلم بعد أن اخترقت جسده المنهك طلقتى خرطوش من قوات الأمن، ويتابع: "قررت فى هذه اللحظة أن التحرير هو منزلى حتى نهاية النظام بالكامل ووضع نظام جديد يأتى لى ولأمثالى بحقوقنا".

إبراهيم أعطى صوته فى جولة الانتخابات الأولى للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وفى الجولة الثانية لمرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسى وكل ما يطلبه منه الآن هو أن يتقى الله فى هذه البلد، وأن ينظر لمن اعتصرهم ظلم النظام السابق ويوفر لهم لقمة العيش على الأقل.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

بدر النوساني

لاحول ولا قوة الا بالله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة