عانت كثير من الشعوب من الأنظمة الحاكمة المستبدة، حيث تلك الأنظمة عهدت على الديكتاتورية والقهر والاستبداد، بالإضافة إلى نهب وتبديد ثروات الشعوب، هذا ما يوضحه الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة الأزهر.
لذا فإن الأمر يحتاج لعمق معرفة بخصائص منظومة الاستبداد والتى تتعدد أطرافها، إلا أنها تتسم بالعديد من الصفات الواضحة، وتعمل منظومة الاستبداد على طبيعة معينة تحكم العلاقة بينهما وبين البيئة التى تتحكم فيها، ويوضح المهدى أن من أهم عناصر منظومة الاستبداد:
- الكبر حيث يشعر المستبد بعلوه على من حوله من البشر وملكيته لهم، وبالتالى يطلب منهم الطاعة والانقياد، ولا يسمح لهم بمخالفته أو مناقشته، وهكذا شيئاً فشيئاً تتضخم ذاته خاصة مع خضوع من حوله.
- الاستخفاف، حيث يكمن داخل نفس المستبد استخفاف واحتقار لمن يستبد بهم، ويزيد هذا الشعور بداخله كلما بالغوا هم فى طاعته ونفاقه والتزلف إليه، لأنه يعلم بداخله كذبهم وخداعهم، ويعلم زيف مشاعرهم، ويشك فى ولائهم وإخلاصهم، كما أنه من البداية يشك فى قدراتهم وملكاتهم وجدارتهم، وبالتالى يصل فى النهاية إلى الشعور بالاستخفاف بهم.
- العناد، حيث إن المستبد متجبر عنيد، وهى صفات متصلة ببعضها لأن جذورها فى النفس واحدة.
ويشير المهدى إلى أن المتكبر لا يحتمل اختلافاً فى الرأى، بل لا يسمح من البداية أن يكون هناك رأى آخر يزاحمه لأن هذا الرأى الآخر يعتبر قدحاً فى جبروته، فهو يفترض أنه على صواب دائماً وأن ما يراه هو الحق المطلق، ولا يقبل أى مخالفة لرأيه.
كما أن المستبد يكون فاسقا فهو يحول الناس (المستبد بهم) إلى كائنات مشوهة، وذلك من كثرة الأقنعة التى يلبسونها لإرضاء المستبد، ومن ثم ينتشر فيهم النفاق والخداع والكذب والالتواء والخوف والجبن.
ويعتاد المستبد على الفساد، وهو نتيجة حتمية عندما تجتمع الصفات السلبية للمستبد مع الصفات السليبة للمستبد بهم، فالفساد نتيجة طبيعية ومباشرة للاستبداد، وهو أحد عوامل انهيار القيم والأخلاق فى المجتمع.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة