لو بتشتغل فى الأوبرا وعندك موهبة.. ادخل معرض "مبدعى الأوبرا"

السبت، 23 يونيو 2012 11:15 م
لو بتشتغل فى الأوبرا وعندك موهبة.. ادخل معرض "مبدعى الأوبرا" جانب من المعرض
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"بال رايق، وقلب طيب، وموهبة فطرية، وذوق رفيع، وإيدين تتلف فى حرير"، هى كل ما يمتلك "عم سامى" من مؤهلات فنية بسيطة، يعرفه جميع العاملين بدار الأوبرا المصرية، فهو "عم سامى" فنى الصيانة ذو الموهبة المبدعة والتابلوهات العملاقة لمولد الليلة الكبيرة وصلاح الدين، والآيات القرآنية على لوحات الخيامية المشغولة بالجلد النحاسى، وغيرها من الخامات التى مكنته من خلق عالمه الفنى الخاص الذى ملأه طوال 25 عاماً بلوحات وديكورات لا حصر لها، عكف على تنفيذها فى أوقات فراغه بجانب عمله الذى لم يشغله عن هوايته وعشقه للإبداع الذى لا يعرف الفرق بين الطبقات، وكانت موهبة "عم سامى" هى بوابة الانطلاق لأكثر من موهبة أخرى ساعد فى إخراجها للنور عندما تقدم بفكرة معرض "مبدعى الأوبرا" الذى جمع مجموعة أخرى من المواهب دفنت وراء المكاتب المغلقة.

فكرة "عم سامى" بدأت عندما رأى مجموعة كبيرة من الشباب العاملين بدار الأوبرا، ممن يمتلكون مواهب فى الرسم والمشغولات الفنية، ولكن وظائفهم الإدارية تمنعهم من إطلاق لوحاتهم وفنهم إلى النور، من هنا جاءت فكرة معرض "مبدعى الأوبرا"، التى تحولت لحقيقة موجودة الآن بقاعة "صلاح طاهر"، بعد أن وافقت الدكتورة "إيناس عبد الدايم"، رئيسة المركز الثقافى القومى لدار الأوبرا المصرية، على إقامة المعرض، وهو ما تم بالفعل عندما جذبت الدعوة أكثر من 9 فنانين من العاملين، أضاءت أعمالهم القاعة بالمعرض القائم حالياً وحتى نهاية شهر يونيه.

"أنا بقالى 25 سنة بشتغل فى الأوبرا هنا، أعرف كل الناس وكل الناس عارفينى وبيطلبوا منى لوح.. عشان كده كنت عايز أعمل المعرض.. عشان فى ناس هنا عندها مواهب حقيقية"، يحكى "عم سامى لـ"اليوم السابع"، ويقول، "أنا سعيد بمشاهدة أعمالى فى دار الأوبرا اللى طول عمرى بشتغل فيها".

"عم سامى"، الذى ينسى من حوله بمجرد وقوفه أمام خاماته التى يحرص على جمعها بنفسه، وعلى ذوقه الخاص، شارك بعدد كبير من الأعمال التى نالت إعجاب كل الزائرين، كما تعود عند عرض لوحاته فى المحلات وأمام المعارف والأصدقاء الذين اعتادوا الاعتماد عليه فى تزيين منازلهم، ولم يقتصر دوره على عرض أعماله، بل كان عنصراً أساسياً فى تشجيع كل من "ريهام ومريام" وغيرهما من العاملين من أصحاب المواهب، على المشاركة فى المعرض وإخراج لوحاتهم إلى النور.

"بعد ما اتعينت بالشهادة فى وظيفة إدارية بالإدارة الهندسية بدار الأوبرا، مبقاش عندى وقت أرسم ولا أعمل حاجة زى أيام الجامعة"، تقول "ريهام خالد"، خريجة كلية التربية الفنية التى ساعدها تفوقها على الحصول على فرصة عمل فى دار الأوبرا، وكان قرار تعيينها بالنسبة لها نهاية الموهبة، التى نحتها جانباً عند الذهاب للعمل كل صباح، لتواجه إلحاح "عم سامى" عليها يومياً للمشاركة فى المعرض، ما دفعها إلى إعادة التنقيب عن لوحاتها وأعمالها الفنية التى ألقت بها فى دولاب أغلقته "ريهام" على موهبتها وإبداعها، وكان ما وجدته من لوحات وما عكفت على تنفيذه بمساعدة أختها "ولاء" فى الأيام السابقة للمعرض هو ما ظهر على جدران قاعة "صلاح طاهر" من لوحات ومشغولات يدوية مبتكرة، كانت هى الطابع المميز لمعرض "مبدعى الأوبرا".

"أنا طول عمرى برسم وبشتغل بس محدش بيشوف الشغل ده.. المعرض كان فرصة بالنسبة لى عشان أخرج شغلى للنور، وعم سامى كان ليه الفضل فى تشجيعى على المشاركة.. والمرة دى مش هسيب موهبتى تموت وهكمل رسم".

أما "مريام رمزى"، خريجة الفنون الجميلة التى تعمل بدار الأوبرا كأخصائية فنون تشكيلية، فحرصت عل المشاركة بدورها، بعد إلحاح "عم سامى" الذى حاول بقدر الإمكان جمع المواهب المدفونة فى دار الأوبرا التى أطلق عليها "صرح الفن الراقى فى مصر"، فظهرت لوحاتها التى تراكمت فى المنزل بعد انتهاء فترة الدراسة، لتخرج للنور لأول مرة بعد التخرج، وتثبت بها "مريام" عن جدارة مدى موهبتها بلوحات راقية اتسمت بالهدوء.

"أنا لما عم سامى قالى على فكرة المعرض حسيت إنها فرصة لأنى أرجع أتنفس فن تانى"، تقول "مريام التى شجعها المعرض على إكمال طريق موهبتها بجانب العمل، بعد أن نجح معرض "مبدعى الثورة" فى جمع المواهب سوياً دون التفرقة بين عامل أو موظف أو فرد أمن أو فنان أو موسيقى.. "المهم يكون فنان".






















مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة