لم يتعرض الشعب المصرى فى تاريخه إلى حالة من اللغط والبلبلة، مثلما حدث الأسبوع الماضى، عقب الانتهاء من التصويت فى الانتخابات الرئاسية، أتحدى من كان يستطيع فى عقب الانتخابات أن يحسم شخصية الرئيس القادم، لأننى اكتشفت أن شخصيات كبرى وفى مواقع قيادية لم تكن تعرف إلى أين تتجه المؤشرات بعد إعلان الدكتور محمد مرسى تفوقه ثم إعلان الفريق أحمد شفيق فوزه بفارق نصف مليون صوت.. وتاهت الحقيقة.. واجتهد كل طرف فى تقديم مبررات تؤكد تفوقه واتهامه لمنافسه بالتزوير.
ودعونا نتحدث بواقعية، رغم أننى اكتشفت أن الأكثرية من الناس لا يحبون هذه الواقعية ولا يريدون سوى سماع ما يريدون وهو نصرة مرشحهم، ويصمون آذانهم عن سماع أية معلومات لا تصب فى هذا الاتجاه، ولكن من الواضح أن هناك تغيرات فى المجتمع الدولى أدت إلى ترحيب الأمريكان بتولى إسلامى الحكم، وصدور تصريحات تحذر من تزوير الانتخابات لصالح شفيق، وهذه التصريحات لا تقلل من شأن الدكتور محمد مرسى أو تعنى بالضرورة قوة علاقته بالأمريكان، ولكنها تؤكد تغير السياسة الأمريكية التى أصبحت ترحب بالاتجاه الإسلامى المعتدل، وكأنها تريد خوض هذه التجربة التى أظن أنها قد تكون نموذجاًَ جديداً فى الوطن العربى، رغم تخوفات البعض بسبب الممارسة غير الجيدة للإسلاميين فى مجلس الشعب.
وقد قلت الأسبوع الماضى، فى مقالى، إننى أتوقع أن يطبق الإخوان التجربة التركية، وهى الأقرب للمصريين، فالمشكلة أن الدكتور مرسى، فى حالة إعلان نجاحه، عليه أن يتذكر أنه لم يحصل حتى على الأغلبية، وما يقرب من نصف الناخبين كانوا ضده، بالإضافة إلى الملايين الذين لم يذهبوا إلى الانتخابات وهم على الأغلب لا يساندون مرسى لأن الغالبية الساحقة من مؤيدى التيار الإسلامى احتشدوا فى انتخابات الإعادة، وهذه الرسالة قد تعنى الكثير للدكتور مرسى، الذى سيعمل جاهداً منذ اللحظة الأولى، فى حالة توليه الرئاسة، ليحوز ثقة خصومة، والتأكيد على أنه سيفى بجميع وعوده، وهى المهمة الأصعب، رغم بعض سلبيات خطاب الدكتور مرسى الذى أعلن أنه سيحترم القانون، ولكن فى حالة نجاحه فقط، ولن يحترمه فى حالة نجاح شفيق، ولكن الدكتور مرسى فى النهاية قد يكون الاختيار الأمثل فى هذه المرحلة، رغم خطورة التجربة، لأن فشلها، لا قدر الله، سيضرب التيار الإسلامى فى مقتل، ولكننى شخصياً أعتقد أنه سيتمسك بالفرصة التاريخية التى قد تنقل مصر إلى مستقبل مزدهر، والإخوان المسلمون فى النهاية قد تعلموا من أخطاء الماضى ولن يقعوا فى نفس المطبات السابقة، وكلنا وراء الرئيس القادم وجنود فى جيشه، لأنه سيكون رئيساً لكل المصريين، ودعونا نطرح خلافاتنا من أجل المستقبل.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صابر على
ولن يحترمه فى حالة نجاح شفيق
عدد الردود 0
بواسطة:
د. رمزي أحمد عسكر
لسنا مع الإسلام السياسي ولكن:
عدد الردود 0
بواسطة:
reda swelem
احترمت رايك فاقرا رايي
عدد الردود 0
بواسطة:
باسم
ربنا يوفقه
رربنا يوفق محمد مرسى الرئيس الشرعى لمصر
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
مرسى الاختيار الأمثل من أجل خراب مصر
حضرتك معاك إبتدائية ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
منير
ممكن كفاية فلسفة و تقعر بالكلام
عدد الردود 0
بواسطة:
مقبول أحمد يوسف الحساني
حقا
مفيش وجه للمقارنة - مرسى الأفضل طبعا
عدد الردود 0
بواسطة:
atff
فعلا مرسي الاختيار الامثل
عدد الردود 0
بواسطة:
الأرفاااااااااان
مرسى رئيسا
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري
تعليق