بعد أن لعبت التكنولوجيا الجديدة والعولمة، التى كان الإنترنت أحد أهم أسلحتها، دورا كبيرا فى انقراض العديد من لغات العالم، ووضع بعضها على حافة الانقراض، قررت شركة جوجل أن تستخدم نفس هذه الأسلحة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه اللغات عن طريق مشروع جديد وضعته تحت عنوان "مشروع اللغات المهددة بالانقراض".
العالم من خلال 3054 عدسة.. هذا هو الشعار الرئيسى للمشروع الذى يعمل الآن على حفظ حضارة وتراث مئات الآلاف من البشر الذين قضوا آلاف السنين ليصنعوه قبل أن تتوه البشرية فى صراع التكنولوجيا التى كادت تفرمه داخل عجلاته التى لا تتوقف عن الدوران.
3054 عدسة هى عدد اللغات التى يسعى المشروع لإنقاذها وهى تعادل 50% من مجموع اللغات الموجودة فوق سطح كوكبنا والتى من المنتظر فى حال عدم إنقاذها أن تذهب وكأنها لم تكن موجودة من الأساس بحلول عام 2100 وفقا لآخر الإحصاءات.
إذا هل ستحاول فى يوم من الأيام سماع أغنية باللغة الأراغوانية؟ أو إقامة دردشة على الإنترنت باستخدام لغة النافاجو أو الأوجيبوا؟ وماذا عن التغريد عبر تويتر بلغة الكورو –المكتشفة فى أحد الزوايا الصغيرة شمال شرق الهند- على الأغلب لن يجرب أحد منا أن يقوم بهذا.. فما جدوى إنفاق مئات الساعات لحفظ هذا التراث؟.. فى حين هذا لن يكون مهما من هذا الجانب ولكن بالنسبة للإنسانية، والعلوم، والفنون، والثقافة بالتأكيد سيشكل هذا فارق كبير فمن خلال الموقع الذى صممته جوجل لحملتها الجديدة الآن يمكن للمستخدم قرائه مخطوطات القرن الثامن عشر التى كتبت بلغة الهنود الحمر التى محيت تقريبا أو سماع دندنة للغة الكورو وغيرها من الأشياء الرائعة.
"توثيق أكثر من ثلاثة آلاف لغة على وشك الانقراض هو خطوة مهمة فى الحفاظ على التنوع الثقافى" هذا ما كتبه مديرو حملة جوجل الجديدة كلارا ريفيرا، وجايسون ريسمان عن مشروعهم، حيث تعمل فكرة جوجل على توحيد أصغر الجهود تحت منصة واحدة فى موقع .endangeredlanguages.com الذى أطلقته ليحتضن المشروع، وتقول كلارا فى تصريحات نقلها موقع ماشابل "بالربط بين الجهود المستقلة من مختلف أنحاء العالم، نأمل فى تحقيق تقدم مهم لإنقاذ اللغات المهددة بالانقراض" وأضافت "نأمل أن تشاركونا".
"لغة جديدة تساوى روح جديدة" هذه هى المقولة التى قالها أجدادنا عن أهمية اللغة، فهل سيمثل مشروع جوجل الجديد إضافة 3,054 روح جديدة لنا؟.
بالفيديو..العالم من خلال 3054 عدسة..دعوة جوجل لإنقاذ اللغات المنقرضة
الجمعة، 22 يونيو 2012 08:07 م