عاصم الدسوقى

مأزق وسائل الإعلام فى مصر

الخميس، 21 يونيو 2012 06:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعد مختلف وسائل الإعلام من الصحف والراديو والتليفزيون أهم مصادر المعرفة بالنسبة لعامة الناس غير المتخصصين، أو غير المتعلمين، خاصة إذا كانت المادة المعروضة خارج نطاق اهتماماتهم. ولهذا كان الإعلام ولا يزال أحد أدوات السيطرة على تفكير الناس وتوجيههم هنا وهناك، سواء كان مملوكا للدولة أو للأفراد، خصوصا إذا كان المالك يعبر عن طبقة اجتماعية أو جماعة سياسية، حيث يحرص على إشاعة أفكاره بين الناس. وعند ذاك تصبح الحرب شعواء بين الأجهزة الخاصة، وأجهزة الحكم، خاصة فى البلاد غير الديمقراطية، حيث لا يتحمل نظام الحكم أية معارضة.

وبعيدا عن القضايا السياسية ومشكلاتها، فإن وسائل الإعلام تقوم بدور مهم فى تثقيف الناس فى التاريخ، والشؤون الاقتصادية والاجتماعية، ومجمل المسائل الثقافية عندما تستكتب المتخصصين للكتابة فى تلك الموضوعات، أو تنقل عن وكالات الأنباء أخبار العالم وأحداثه، حسب مقتضى الحال. كما تقوم تلك الوسائل بالمساهمة فى مواجهة المشكلات التى يواجهها المجتمع عندما تفتح الباب لمناقشة المشكلات القائمة فى مجال الصحة والتعليم والإسكان والمواصلات، وغير ذلك بمعرفة الخبراء والمتخصصين، وتستقبل إسهامات القراء حول هذه الموضوعات، على أمل أن يقرأها المسؤولون ويتدبروا ما جاء فيها. وهذا يعنى أن الإعلام مرآة المجتمع، يعكس همومه بشىء من الصدق والحقيقة.

ولكن تبدو خطورة تلك الوسائل على مسيرة المجتمع إذا وقعت فى أسر وجهة النظر الواحدة لمالكها، إذ يكون ذلك على حساب الحق والحقيقة، ولهذا فإن الناس الذين يعملون فى هذه الوسائل يتعلمون أن يستخدموا لغة محايدة فى الكتابة، وألا تبدو لهم انفعالات إذا كانوا يطلون على الناس من خلال الشاشة، وألا تكون نبرات صوتهم عاطفية إذا كانوا يتكلمون من وراء الميكروفون، خاصة عند قراءة نشرة الأخبار، أو عند الحوار مع أحد الضيوف، حفاظا على أصول المهنة وعدم المساءلة.

ورغم هذه المحاذير، فإنه يمكن لتلك الوسائل أن تنحرف بالرأى العام يمينا أو يسارا، أو أن تخرب وجدانه وتفكيره، ويمكنها أيضا أن تعمل على تماسك المجتمع فى وحدة واحدة، أو تؤدى به إلى التفكك والصراع والاقتتال. وفى هذا الخصوص أتذكر أن الدراما الأمريكية تعمل على تقديم الرجل الأسود فى دور الضابط، والقاضى، وأستاذ الجامعة، وسائر الوظائف العليا، وليس فى دور المتهم أو المتشرد، كما كان يحدث زمن التفرقة العنصرية الحادة قبل عام 1968، وذلك من أجل إحداث التوازن بين أبناء المجتمع من مختلف الأجناس. ويحدث هذا التوازن أيضا فى الإعلانات التجارية التى يقدمها التليفزيون، حيث تجد الأبيض مع الأسود، ثم أضيف الأصفر تعبيرا عن الآسيويين، خاصة اليابانيين والصينيين. وهكذا يجد كل مواطن أمريكى نفسه على الشاشة، وفى الأخبار، فيتمسك بوطنه، ويدافع عنه ولا يكرهه أو يهجره.

فإذا انتقلنا إلى المجتمع المصرى فسوف نجد أن وسائل الإعلام فيه تتضارب فى أخبارها وموضوعاتها ومقالاتها بين أجهزة الدولة، والأجهزة الخاصة، فلا يعلم المواطن حقيقة ما يحدث، ولا يمكنه تكوين وجهة نظر سليمة. ومن هنا فبدلا من أن تكون أجهزة الإعلام إحدى الوسائل فى مواجهة مشكلات المجتمع، تصبح هى المأزق بسب الانحراف بها، واستخدامها مطية لتحقيق أغراض خاصة، بعيدا عن هموم المجتمع ومشكلاته. ولعل هذا الأمر واضح تماما منذ قامت ثورة 25 يناير، حيث يشعر القارئ أو المشاهد بتشتت كبير فى التوصل إلى يقين فيما يقرأ أو يشاهد، وعلى هذا فإن الإعلام بهذه الطريقة يسهم فى تفكيك الوعى أو تكسيره أو تغييبه.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

وحيد

بل ليتنا نفهم فلسفة السينما الامريكية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة