واحد من شهود العيان على أحداث ثورة 25 يناير، راقب بعينيه أحداث الثورة لحظة بلحظة من خلف الإناء الزجاجى الضخم الممتلئ عن آخره بالعرقسوس، والأكواب الزجاجية المغسولة بعناية التى يحملها "عاطف" يومياً ليطوف بها بين المعتصمين وفى "المليونيات" التى توالت على ميدان التحرير، للمشاركة فى الثورة وكسب الرزق فى آن واحد، لا يحمل للرئيس القادم سوى بعض المطالب البسيطة التى لا تتجاوز لقمة هانئة ومكان متواضع للاسترخاء بعد نهار طويل من العمل، وهو ما أختار كتابته على بطاقة التصويت فى مرحلة الإعادة.
"عاطف محمد أحمد" بائع عرقسوس متجول فى ميدان التحرير، ترك قريته فى سوهاج للمشاركة فى الثورة بما يحمله من "عرقسوس" يقدمه للمتظاهرين ويسمع مناقشاتهم ويشارك فيها، ترك الميدان ليعطى صوته "لحمدين صباحى" الذى اقتنع بعد رؤيته أنه الأجدر على تحقيق مطالبه البسيطة التى يرى أنها لن تتحقق على أيدى "شفيق أو مرسى" اللذين لا يعبران عن شهداء 25 يناير على حد تعبيره.
"شفيق ومرسى ماكنوش فى الثورة من الأول وحرام واحد فيهم يبقى رئيس مصر"، هكذا عبر "عاطف" بلهجته البسيطة عن قراره النهائى الذى حسم أمره على أن ينطق به مكتوباً على بطاقة التصويت، بالرغم من اضطراره لتحمل عبأ العودة إلى قريته للمرة الثانية للإدلاء بصوته والتعبير عن رأيه، وهو نفس ما دفعه للمشاركة فى الاعتصام الأخير بميدان التحرير متضامناً مع الثوار، رافعاً مطالبهم كواحد منهم، وجزء لا يتجزأ من الميدان ولا ينفصل عنه، بأكواب العرقسوس التى تدفع عن المتظاهرين حرارة الجو، ويشارك بها "عاطف" فى الثورة على طريقته الخاصة.
وأضاف: "أنا واحد من شباب كتير فى الصعيد جينا مصر على باب الله.. ونفسى أقول لرئيس مصر اللى جاى اتقى ربنا فينا عايزين ناكل لقمة عيش بالحلال".
عاطف بائع عرقسوس متجول فى ميدان التحرير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن عمار
فيتشر جميل جدا