خمسة آلاف طفل قالوا كلمتهم فى برلمان "الأندر إيدج"

بينما انشغل الجميع فى متابعة نتائج جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة ومشاهدة برامج التوك شو وآراء المحللين السياسيين، والشكوى من الإحباط الثورى أو تشجيع أحد المرشحين، كان أكثر من خمسة آلاف طفل مشغولين أيضا، ولكن فى نسيان هذا الإحباط ورسم مستقبلهم الخاص بهم، بدلا من انتظار جيل آخر، يسلمهم مستقبلا غامضا لم يقوموا أو يشاركوا هم فى صنعه وبدأوا فى اختيار برلمان الطفل الخاص بهم "برلمان الأندر إيدج" ثم وضع دستور الطفل ويستعدون الآن لاختيار رئيس خاص بعالم الطفل.

انتخابات برلمان الأندر إيدج أجريت يومى الخميس والجمعة، فيما أعلنت نتيجتها السبت بالتماشى مع انتخابات الرئاسة المصرية، وسجل فيها حوالى ثمانية آلاف طفل ليحصلوا على حق التصويت فيما قام بالتصويت الفعلى حوالى خمسة آلاف ليختاروا من بين مائة مرشح من الأطفال من يقوم بتمثيلهم فى برلمانهم الخاص.

فكرة برلمان الطفل بدأت من إيهاب عصام 15 عاما، وآية محسن 14 عاما منذ ثلاثة أسابيع فقط، ليبدأوا العمل على الفور بتكوين مجموعات مع زملائهم فى القاهرة والإسكندرية والبحيرة وأسيوط تقوم بدعوة الشباب الصغير - كما يحبون أن يطلقوا على أنفسهم- للمشروع وهو ما نجح فى جذب ثمانية آلاف طفل للتسجيل فى الموقع الذى صمموه للانتخابات بعنوان underage.ka2enat.tv.

الشباب قاموا بالاختيار على نظامين تحالفات وفردى وكانت أكبر التحالفات الحاصلة على أصوات هى تحالف ياسر مرعى ومحمد مدحت وحصلوا على 4136 صوتا فيما يحاولون الآن تفادى أخطاء البرلمان الكبير، حيث يجرون انتخابات اللجنة التأسيسية لوضع أول دستور للطفل، على أن تتكون من 35 عضوا من أعضاء البرلمان وخمسة من خارجه ليحدد هذا الدستور مهام برلمان الطفل ومهام الرئيس الذى سيقوم الأطفال باختياره أيضا يومى 28 و29 يونيو.

"نحن الآن فى منتهى السعادة بالنجاح الكبير والأعداد التى شاركت وأثبتت أن أطفال مصر أكبر كثيرا مما يظنهم البعض وسنسعى لتقديم أفضل أداء بإذن الله" هذا ما قاله إيهاب عصام صاحب فكرة البرلمان وتابع "نسعى الآن ليخرج دستور الطفل فى أفضل شكل ثم نبدأ وضع المشاريع والعمل على حلها كما سنحاول الربط بين عالم الطفل والبرلمان الحقيقى حتى تكون لنا يد فى المستقبل الذى سنصل له".

الأطفال أكدوا أنهم تعلموا من درس جيل الثورة الذى عانى من أخطاء الجيل الذى سبقه على مدار أكثر من ثلاثين عاما وقررا أنهم لن يعانوا من أخطاء جيل الثورة، وأن مشروعهم وعملهم الخاص هو الذى سيشكل أساس مستقبل مصر الذى لن يرضوا إلا أن يكون امتدادا لثورة ناجحة.