رغم كل سهام الانتقاد التى وجهت للبرلمان السابق والكم الكبير من السخرية والتهكم على أعضائه وعلى رئيسه من الصحفيين والإعلاميين وعلى الفيسبوك وتويتر إلا أننى لست مع حله وربما معى أكثر من 30 مليون مصرى، هم الذين اختاروا مجلسهم بإرادتهم الحرة، ثم جاءت المحكمة الدستورية العليا بجرة قلم فتحكم ببطلان قانون الانتخاب، ولا تكتفى بذلك بل تعلن على الملأ حل البرلمان وتضييع ما يقرب من مليارى جنيه على الشعب الغلبان الذى يضرب أخماسا فى أسداس على ما يحدث له وكأنه على قدر مع الحزن الدائم، وعندما يفرح لدقائق أو ساعات نجد من يأتى لينغص عليه عيشته، ويفرض عليه نظام "اللاقانون" فى بلد يقولون أو يزعمون أنها علمت العالم الدساتير والقانون، فإذا بحكامها يغتالون القانون والدستور ويئدون الأحلام سريعا حتى لا يتعود الشعب على الفرح أبدا، وإنما عليه أن يحزن ويحزن حتى يستمتع بهذا الحزن وعليه أن يتجرع مرارة الوقوف فى طوابير العيش وطوابير أنابيب البوتاجاز، والتعود على السنة الجديدة وهى الوقوف فى طوابير الاستفتاء ثم يشطبونها ويخرجون لنا استفتاءات جديدة لم نعلم عنها شيئا ولم نستفت عليها، والله العظيم يا جدعان ويا مجلسنا العسكرى ويا أساتذة القانون ويا أساتذة الدستور ويا مستشارينا المحترمين، هذه الاستفتاءات لم نؤشر عليها بنعم، وإنما وضعت لنا ولا نعلم عنها شيئا، ثم بعد أن يطلبوننا للانتخابات فى مجلس الشعب والشورى ونذهب للجان ونتعب أنفسنا "ويتعكز" كبار السن وأمهاتنا وجداتنا لأداء الواجب، لعل وعسى تكون هذه الانتخابات بارقة أمل فى الإنفاق المسدودة التى يسدونها فى وجوهنا منذ 30 سنة خراب ودمار وديكتاتورية فإذا بهم يحلون المجلس، وكأن السادة حكامنا القدامى وحكامنا الجدد يستكثرون علينا برلمانا منتخبا بحرية ونزاهة لأنه لم يأت على هواهم، هذا الشعب الصبور الطيب الذى تسامح مع الفلول والمنافقين لسان حاله يقول "ألاقيها من مين ولا مين"، من الحرامية الذين سرقوا قوت يومه أو من الذين لا يريدون له أن يرى نتيجة اختياره الحر فيسرعون فى إطفاء الأنوار بحجر فى اللمبات أو كرسى فى الكلوب ويلا يا أستاذ أنت وهو "انتوا صغيرين على الديمقراطية ولم تبلغوا سن الرشد لتساووا رؤوسكم برؤوس الشعب الأمريكى أو البريطانى أو الفرنسى، فالمشوار طويل وعليكم بالصبر 30 سنة حتى تتعلموا أصول الديمقراطية الحقيقية".
المعارضون لحل مجلس الشعب ليسوا من الشعب المصرى فقط بل إن الأجانب استشعروا الخطر، وأعربوا عن ذلك فى صحفهم وإعلامهم حتى مركز الرئيس الأسبق جيمى كارتر الذى جاء ليراقب الانتخابات الرئاسية هو بالمناسبة ليس عضوا فى الحرية والعدالة أو من حزب النور السلفى، وفى مؤتمر صحفى على الهواء مباشرة أعرب عن قلقه العميق إزاء السياق الدستورى والسياسي، الذى يشكك فى جدوى ومعنى الانتخابات الرئاسية فى مصر، وقال الرئيس الأمريكى الأسبق "إننى أشعر بالقلق الشديد من التحول غير الديمقراطى الذى يبدو أن المرحلة الانتقالية فى مصر قد اتخذته، فقد أسفر حل البرلمان المنتخب بطريقة ديمقراطية، عن حالة من عدم اليقين فى العملية الدستورية قبل الانتخابات، وأن الإعلان الدستورى الجديد الذى أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذى أقحم نفسه من خلاله فى عملية كتابة الدستور يخالف التزامه السابق بنقل كامل السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة"، هذا الكلام لكارتر وأنا استشهد به فقط.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماء
ومين كارتر عشان يوافق او ميوافقش
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
لانهم ينفذون اجندتهم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد خالد
الشعب مصدر السلطات
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر
فعلا منتخب بحرية و نزاهة !!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
أساسا الوضع مقلوب, نسحب السلطة التشريعية من برلمان منتخب من 30 مليون مصري عشان يستلمها مجل
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالجوادالخضري
٣مقدمات للتزوير!