على أحد أرصفة حديقة الأزهر وبين الأشجار والهواء الطلق اصطفوا فى صف واحد منبهرين بحكاية سنو وايت والأقزام السبعة، وذات الرداء الأحمر، وغيرها من الحواديت التى أثارت جيل أطفال القرن الواحد والعشرين والذى لم يعد أمامه سوى الجلوس أمام شاشات التلفاز ومشاهدة الأفلام والمسلسلات المعلبة.
محمد ومروى وغيرهم من الشباب العشرينيين قرروا أن يشاركوا الأطفال فى مهرجان الفنون الزائلة الذى نظمه المركز الثقافى النمساوى بحديقة الأزهر بفن الحكى القصصى والذى على الرغم من أنه فن أمتعنا جميعا حينما كنا أطفالا أصبح الآن لم شبه منقرض مثلما أكد لنا الأطفال وتقول مروى "أنا لم أكن أنام قبل أن أسمع حكايتين من حكايات جدتى والآن الأطفال لا يعرفون شيئا عن هذه المتعة".
بينما تتراوح الأعمار بين الأربعة أعوام والعشرة أعوام، ويزداد عدد الأطفال فى الصف وفى دائرة كبيرة حول الشباب لم يكن من بينهم أى طفل قد استمع إلى "حدوتة" من جدته أو حتى والدته أو يعرفون ولو اسم قصة واحدة من القصص التى حفظها الجيل الذى سبقهم والذى سبقه عن ظهر قلب فيما استبدلوها بنجوم أفلام الكارتون وقالوا "نحن نعرف أسبونج بوب، وبن تن وهؤلاء هم نجومنا الآن" فيما كانت أقصى آمال مى الطفلة ذات الثمانية أعوام والتى تعشق الحكايات أن تستمع للقصص من خلال التلفزيون أو الراديو لتكون الطفلة الوحيدة بين مجموعة الأطفال التى تعرف قصصا لتقوم بحكى قصة سنو وايت والأقزام السبعة للأطفال من سنها.
فى الوقت الذى كان ينتظر الشباب أن يكون الأطفال سعداء بوسائل الترفية الجديدة ويصيبهم الملل من الحكايات التى جاءت لهم من جيل سبقهم فى العمر كان العكس تماما ما حدث، فحينما سئل الأطفال عن رأيهم فى القصص وهل استمتعوا أكثر بها أم استمتعوا أكثر بأفلام الكارتون التى تُنفَق الملايين من أجل إنتاجها، قالوا إنهم لأول مرة يستمعون للقصص المباشرة فى مكان مفتوح مثل حديقة الأزهر وأكدوا أنهم كانوا يتمنون أن تعيش "حكاية جدتى" ليستمتعوا بها مرة أخرى مثلما استمتعوا بها مع الشباب ولكن فى نفس الوقت الذى يحتفظون فيه بأجهزتهم التكنولوجية الحديثة.
بالصور.. حكاية جدتى تسحر أطفال القرن الواحد والعشرين
السبت، 02 يونيو 2012 03:51 م
الأطفال يسمعون للحكايات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة