سجدة شكر!

أحسن الدكتور محمد مرسى الرئيس المنتخب حين بدأ مؤتمره الصحفى الذى عقد فجر الاثنين 18 يونيو بتلاوة الآية الكريمة "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" (58) سورة يونس.

الفضل لله عز وجل الذى كحل عيوننا بأيام جميلة بعد أن يئست النفوس وبلغت القلوب الحناجر وهتف البعض "متى نصر الله" ونسى هذا البعض أن "نصر الله قريب" وأن "رحمة الله قريب من المحسنين" الأعراف: 56

سجدة شكر لله صاحب النعم والفضل والكرم، الذى أذهب عن مصر الحزن، وأعاد اليها ابتسامتها البريئة التى مسحتها جحافل الظلم والعدوان.

مرسى رئيسا منتخبا من شعبه فى انتخابات حرة، ولأول مرة ربما فى تاريخ مصر يتم انتخاب الرئيس، بعدما كتب علينا وحدنا أن نحكم بطواغيت سواء كانوا على شكل ملوك وأمراء، أو على هيئة رؤساء لا يصيبهم من حكمنا كلل و لا ملل.

مرسى متواضعا بين يدى ربه، وهو يلقى كلمة الشكر، بسيطا كبساطة الماء العذب وهو يجرى فى النيل، لا تكاد تشعر به إلا حين تتذوقه.. هكذا أحسبه والله حسيبه.

مرسى يدعو للتسامح ويعد بعدم الانتقام، يبشر بالسلام بين الناس، ولكنه فى ذات الوقت لا يتردد فى القول أنه مع الضعيف حتى ينتصر له ويرد اليه حقه من القوى أيا كان اسمه أو شكله ورسمه.

مرسى الفلاح الذى نال أعلى الدرجات العلمية يقف أمام الكاميرات وقد خفض رأسه لله، واعترف للشهداء والجرحى بأنهم من فجر الثورة وأتوا لمصر وشعبها بهذه اللحظات الحلوة.

مرسى السياسى المحنك، يعرف أن الوقت قد تغير وأنه كرجل دولة يتعين عليه أن يكون للجميع وأن يرتفع ويسمو فوق الخلافات، وأن يغفر لمن أساء اليه، وأن يعفو عمن ظلمه، لأنه يعلم تماما أن من يتعرض للعمل العام عليه أن يتصدق بنفسه وألا يتحسس من كلام المعارضين لأنه وبفضل الله أصبح رئيسا للجميع.

سجدة شكر فى ميدان التحرير وفى كل الميادين، هذا ما اقترحه على الجميع، وأتمنى أن أكون أول الفاعلين، تتلوها زيارة لمقابر الشهداء، ثم زيارة لأهليهم ولأهالى الجرحى، ثم لنبدأ رحلة العمل الشاق على درب الحرية.