مع الساعات الأولى ليوم الاثنين ستقول الصناديق كلمتها وتعلن عن اختياراتها عن طريق الإحصاء والعدد التقريبى إلى أن تعلن النتيجة رسميا.. والسؤال المهم بعد ساعة واحدة من هذا الإعلان هو هل تهدأ ميادين مصر، ويتقبل الطرف الخاسر النتيجة بصدر رحب، فبعد النتائج غير المتوقعة للجولة الأولى للانتخابات لتنحصر الإعادة بين الفريق شفيق والدكتور مرسى، تغيرت خريطة الشوارع والميادين المؤيدة للثورة والمعارضة لها بناء على هذه النتيجة، فبعد أن كان ميدان روكسى ومصطفى محمود مقتصراً على أبناء مبارك، خرجت منهم مسيرات تدعو لعزل أحمد شفيق، وأصبحت هذه الميادين فى آرائها متشابهة مع ميدان التحرير.
ميدان روكسى وميدان مصطفى محمود كانا أشهر الميادين التى خرج منها مظاهرات مؤيدة لمبارك من مجموعات شبابية مثل: "آسفين يا ريس"، فى بدايات الثورة للوقوف فى وجه "بتوع التحرير"، كما يسموهم، ولكن الوضع تغير الآن بعد أن خرجت مسيرات كبيرة من هذين الميدانين للمطالبة بعزل شفيق وإخراجه من الانتخابات بتطبيق قانون العزل السياسى.
كما تجمع المتظاهرون أمام سينما روكسى، وخرجوا فى مسيرة إلى ميدان الميرغنى للمطالبة بالعزل السياسى للفريق أحمد شفيق، ومنعه من خوض جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، حيث رفع الشباب لافتة كبيرة مكتوب عليها "مسيرة ضد شفيق.. ضد استعادة النظام بكل شراسته".
كما قام مجموعة من الشباب بعمل فكرة جديدة أطلقوا عليها "فلاش موب"، وهى تمثيل لموقعة الجمل بشارع الميرغنى لتذكير الناس بأن المرشح لرئاسة الجمهورية أحمد شفيق، كان متورطا فى موقعة الجمل إما بالصمت عليها وهو رئيس وزراء أو بالمشاركة الفعلية.
ميدان روكسى الذى خرج منه المطرب والملحن عمرو مصطفى وأعلن عن اعتصامه فى قلب الميدان، حتى يتمّ إخلاء ميدان التحرير من الإسرائيليين الذين هم شباب 6 إبريل، كما قال للمعتصمين، وبعدها قاد مسيرة ضمّت ما يقرب على 2000 شخص يُطالبون بإخلاء ميدان التحرير، ووصف هؤلاء المتظاهرين أنفسهم بأنهم يُعبِّرون عن الأغلبية الصامتة من الشعب المصرى، وأعلنوا عن دعمهم للرئيس المتنحِّى حسنى مبارك.
حسين حازم، المنسق العام لحركة صوت الأغلبية الصامتة، قال، لليوم السابع، إن الأغلبية الصامتة خرجت من قلب ميدان التحرير وأنهم من الثوار، ولكنهم اختلفوا مع الميدان فى بعض الآراء السياسية، فخرجوا من الميدان واتجهوا لميادين أخرى مثل: روكسى والعباسية، وذلك للتعبير عن آرائهم المخالفة لميدان التحرير.
وأوضح أنهم لن ينزلوا للميادين اعتراضاً على نتيجة الانتخابات لاحترامهم صندوق الانتخابات والنتيجة التى اختارها الشعب، مضيفاً لا نؤيد مرشحا ضد آخر، لأن الحرية للشعب فى اختيار من يريد.
واستنكر التظاهرات التى اشتعلت فى ميدان التحرير عقب نتيجة الجولة الأولى، وأكد ليس من حق أى أحد أن يشكك فى نتائج الصندوق لأنها إرادة الناخب، مضيفاً أنهم من حقهم التظاهر إذا ثبت وجود تزوير فى الانتخابات، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن وإذا حدثت أشياء بسيطة فيتم الآن التحقق منها والتعامل معها من قبل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.
.
ميدان مصطفى محمود، مقر أبناء مبارك أو "احنا آسفين ياريس"، حيث خرجت منه التظاهرات المؤيدة لمبارك فى بدايات الثورة، وانطلقوا ينادون بعودة مبارك مرة أخرى وتكريمه وعدم محاكمته وتوقف المظاهرات فى ميدان التحرير، ولكن جمهور ميدان مصطفى محمود تغير بعد أن خرجت من الميدان مسيرة انطلقت للتحرير للمطالبة بتطبيق قانون العزل السياسى وعدم تولى أحمد شفيق، وشارك فى هذه المسيرة عدد كبير من شباب الثورة والمرشحين الخاسرين فى سباق الرئاسة: حمدين صباحى، عبد المنعم أبو الفتوح، خالد على، واتجهت المسيرة لميدان التحرير، الذى ظل كما هو رمزاً للثورة منذ 25 يناير 2011.
ميدان التحرير ليس وحده من ظل يحمل روح الثورة والثوار، فهناك ميادين أخرى فى المحافظات ظلت مشتعلة ومملوءة بالثوار مثل: ميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية، ميدان الأربعين بالسويس، وغيرها من الأماكن فى عدد من المحافظات التى شهدت الثورة مثل: مدينة المنصورة، الأقصر وأسوان.
ومازالت إجابة سؤال هل تهدأ الميادين بعد إعلان نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بشكل رسمى وأى من الفريقين سيحتفل فى ميادينه والآخر سيذهب إلى ميادينه معترضا!!
