شباب الإيموز يظهرون من جديد

الأحد، 17 يونيو 2012 06:07 م
شباب الإيموز يظهرون من جديد شباب الإيموز
كتبت عفاف السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقول قارئة: أنا أم لبنت فى السادسة عشر من العمر، أعمل بالخليج مع والدها منذ سنتين، وتركنا الابنة مع جدتها منذ ذلك الوقت، ولاحظت فى الإجازة الأخيرة تغيير جذرى على ابنتى، من حيث أصدقائها وملابسهم، التى أصبحت سوداء وعليها رسومات مثل الجماجم، وتستعمل كحل شديد حول العينين، وتلبس أساور عريضة تخفى معصمها، ولكنى لاحظت أن هناك آثار تقطيع حول المعصم. وسألتها ماذا بها قالت أنها إيموز. فمن هم الإيموز وكيف أحمى ابنتى؟

تجيب على السؤال الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، قائلة: الإيمو هو اختصار لمصطلح متمرد ذى نفسية حساسة، وهى جماعات من الشباب والمراهقين، تتميز بشخصية حزينة، مكتئبة، متشائمة، منكسرة القلب، هادئة، غامضة، تميل للرغبة فى الانتحار، وقطع الجسد بما هو حاد، حتى ولو لم يكونوا يريدون الانتحار، ويميلون إلى الحب غير المتبادل، ويقولون إننا دائما منبوذين من مجتمعنا؛ لأن لا أحد يستطيع فهمنا، وهدفهم واحد، وهو إظهار مشاعرهم، والتعرف على أصدقاء جدد.

وللتعامل الفعال مع ابنتك يجب أن نتفهم الدوافع النفسية التى أدت بها إلى اعتناق هذا الفكر، ومنها:

- الشعور بالضياع النفسى وكأنهم أشبه بالتائهين فى الحياة، وكل ما فيها مخيف، مع الشعور بالخوف والرعب والضياع، أوصلتهم إلى حالة من اليأس، ولا هدف حقيقياً لهم فى الحياة، وأن كل ما يفعلونه هو إلهاء النفس بالغناء والموسيقى، واستخدام رموز تعبر عن الحزن وفقدان الحب والحنان.

- ضعف الروابط الأسرية والإهمال الأسرى، فيعانى المراهق فراغاً عاطفياً، يجعله يضعف أمام التحديات التى يواجهها فى حياته، وهو ما يجعله يتجه للبحث عن حل خارج نطاق الأسرة.

- تهميش المراهق والانفصال العاطفى، مما يدعوه إلى البحث عن أى صراعات جديدة لجذب الانتباه السلبى، كرسالة مبطنة فحواها «أنا موجود».

هذه المجموعات هى إفرازات مجتمع تنافسى أنانى والأسرة تتحمل حصة من مسؤولية ما حدث، فغياب التوجيه والإرشاد، وحرمان الأطفال من الحب والعطف والحنان، وعدم تعليمهم مفاهيم العيب والحلال والحرام، وعدم إفهامهم بأن قيمة الإنسان تكمن بما يحققه من أهداف عن طريق الدراسة والعمل والاجتهاد المتواصل، لكى يصنع مستقبله.

وأخيراً ننبه أن عدم معرفة الأسرة بثقافة العصر والصراعات الجديدة، غالباً ما يولد رد فعل سلبى، إما بالتجاهل أو القسوة، وكلا الأمرين «لا يتناسب مع المراهقين»، فالمراهق يبحث عن الإقناع، والحوار والاحترام، ويرفض السلطة بكل أشكالها، ويرغب فى إثبات الذات فى أى مجال، سواء كان رياضيا أو فنيا أو سياسيا أو عملاً تطوعياً.

فاسمعى ابنتك بحب وشجعيها على الحديث عن عواطفها وتقبليها ووجهيها بطريقة لطيفة، ولا تنفعلى إذا قامت باللوم عليكِ، بل تفهمى وتعقلى ولا داعى للسخرية أو التسخيف من أفكارها، وشجعيها على التميز بطريقة مفيدة تروق لها، حسب هوايتها وقدراتها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة