بالصور.. العازف بالزجاج.. حسن هدهد النجم الحقيقى لفيلم كابوريا

الجمعة، 15 يونيو 2012 06:46 م
بالصور.. العازف بالزجاج.. حسن هدهد النجم الحقيقى لفيلم كابوريا حسن هدد وسر صناعته
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لم يره أحد من قبل ولكن معظمنا يعرف قصة حياته، هو حسن أحمد على الشهير بحسن هدهد الذى قام النجم أحمد ذكى فى ثمانينات القرن الماضى بتقديم قصة شعر هدهد وحياة ابن البلد الجدع فى فيلم "كابوريا، ليقلده بعد ذلك معظم الشباب المصرى من أبناء الطبقة المتوسطة فى طريقة ملابسه وكلامه.

عاش هدهد فى مصنعه الذى يبلغ عمره أكثر من 700 عام ليحمل الصناعة التى بدأت عهد إخناتون، وتعانى الآن من الانقراض وهى تصنيع الزجاج من الطبيعة وتشكيله بالنفخ، ويحلم الآن بتأسيس مدرسة لتدريس هذه الصناعة التاريخية فى مصر.

حسن هدهد هو الوحيد من عائلته الذى لم يظهر فى فيلم كابوريا بعد أن مثل والده ووالدته أدوارهم الحقيقية فى الفيلم، ليكتفى بإكمال حياته بعيدا عن أضواء الشهرة والأوليمبيات التى كان يحلم بها حين كان شابا، ليصبح بطلا منفردا فى عالم خاص جدا وهو صناعة الزجاج التى ورثها عن والده وورثها والده من جدة، واستمروا فى توارثها حتى آخر سلسلة العائلة التى سمع عنها حسن على الأقل، ليصبح الآن واحدا من أشخاص ربما لا يعدون على أصابع اليد الواحدة حول العالم حاصلين على شهادة اليونسكو لإحياء فن تصنيع الزجاج بالنفخ.

خطوة واحدة من الشارع إلى محل الرجل الذى يعمل الآن بالزجاج وكأنه يعزف عليه أو به لتشعر أن آلة الزمن نقلتك فى عالم غريب لم يره أحد من قبل بين المكان الذى يعود إلى مئات السنين فى العصر المملوكى، وبين المهنة التى ورثها حسن عن الفراعنة وقام ببعض الإضافات عليها لتكون النتيجة زمنا خاصا مضبوطا على ساعة الرجل الذى يعيش فى عالمه الخاص بين أدواته التى يحتضنها من طيات النسيان والانقراض ليأتى الناس من حول العالم لزيارته والتعلم عن مهنته.

حسن فتح عينيه على الدنيا منذ 57 عاما ليجد والده حاملا مهنته التى ورثها عن أجداده ويجوب بها أحياء القاهرة التى بدأت تزدحم فى هذا الوقت ولم يعد بها مكان للمهنة العتيقة حتى استقر فى أحد مبانى الأزهر القديمة المصنوعة من نفس أحجار القلعة والتى يقال، إنها كانت أحد مخازن قلعة القاهرة خلف مسجد قايتباى القديم لتصبح هى الملجأ الأخير لهذه المهنة وتحضنها مع حسن على مدار السنوات الماضية وحتى الآن.

50 عاما هو عمر حسن فى المهنة التى بدأها حين كان عمرة حوالى 7 سنوات ويقول "حينما خرجت للدنيا وجدت والدى مثل نجوم السينما يزوره المشاهير للحصول على أفضل التحف الزجاجية وتكتب عنه الكتب ويأتى له الصحفيين، ولذلك أحببت المهنة على الرغم من صعوبتها وبدأت أتقنها حتى أصبحت جزء منى وأصبحت جزءا منها وأصبحت الممثل الدولى لها بشهادة اليونسكو فى المؤتمرات أو الندوات التى تتحدث عن الحرف".

مهنة التصنيع اليدوى للزجاج ليست مهنة للرفاهية أو لإحياء التراث فقط فهى الطريقة الوحيدة التى تنتج زجاج ملون بدون مواد صناعية أو ألوان صناعية مضرة، حيث يتم تلوين الزجاج فيها بأكاسيد طبيعية خاصة وخالصة لتنتج أدوات شراب طعام طبيعية مائة فى المائة، كما أنها الطريقة الوحيدة لتصنيع المشكاة التى تعلق فى المساجد القديمة بنفس الدقة القديمة ولتصنيع شبابيك هذه المساجد، حيث ينفخ الزجاج داخل الحديد أو داخل النحاس حتى تظهر بهذه الأشكال الجميل ويقول: "أنا الآن الوحيد فى مصر الذى يلجأ له المتخصصون إذا ما احتاجوا ترميم أى مسجد أثرى وبعد أن يوافينى الأجل لن يجدوا أحد يحمل هذه المهنة ولن يجدوا أحد يذهبون إليه".

"هذه هى المهنة الوحيدة التى لم يستطع الصينيون تعلمها وجاء لى وفد صينى ظل معى 15 يوما متواصلة فى محاولة لتعلم الصنعة وعلى الرغم من تعلمهم المبادئ إلى أنهم لم يحصلوا على سر المهنة وطريقة الإبداع فيها"، هذا ما قاله عازف الزجاج ويتابع "أنا الآن أصنع أكثر من مائة نوع وشكل من الزجاج ورثت معظمهم من أجدادى وقمت بإضافة بعض الأشياء بنفسى وأى شخص سيتعلم المهنة سيكون بإمكانه بالكثير تصنيع عشرة أو عشرين نوع".

النجاح فى حمل المهنة وتوريثها للأولاد جعل حسن يتناسى حلم الملاكمة الذى شغله وخاض من خلاله العديد من المغامرات فى الشباب حيث يشعر الآن أنه يحمل شىء لا يوجد غيره فى العالم يقوم به بنفس الطريقة، ويقول: "حينما كنا فى أحد مؤتمرات اليونسكو فى المغرب عام 2005 كان هناك العديد من صناع الزجاج، وكنا فى مصنع تكلفته تتعدى الملايين ولكن كان جميعهم يستخدم طريقة بسيطة ولا تؤدى ولو عشر ما أقدمه وبمجرد أن بدأت العمل كان جميع الصحفيين ملتفين حولى وكأن المهرجان صمم خصيصا عن ما أقدمه".

وعن ذكرياته مع الراحل العظيم أحمد ذكى وفيلم كابوريا قال "لقد جلست معه أكثر من مرة وكان شخصية رائعة وكان فى أكثر الأحيان يأخذ ما أقوله بدلا من السيناريو المكتوب وخصوصا فى آخر مشهد حينما كان يرد على أهل حارته الذين انتقدوه أخذ كلامى وطبقة حرفيا بدلا من إضافات الكاتب".

وعلى الرغم من وجود مصنع حسن فى زمن وعالم خاص به إلى أنه لم يسلم من غبار الزمن لى فبعد أن عاش أزهى عصور صناعته فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات جاء عصر مبارك ليخنق البلاد والعباد ومعهم صناعة الزجاج، وهو ما أدى إلى إغلاق العديد من "الصنايعية" الذين كانوا يحملون هذه المهنة حتى الآن، وحتى بعد إزاحة مبارك كان التأثير الكبير على السياحة بسبب أحداث الثورة ليقضى على البقية الباقية منهم ويقول: "أنا الآن وربما هناك شخص واحد آخر فى مصر مازلنا محافظين على هذه الصنعة بقواعدها الحقيقية ومع اختناق السياحة لا نجد أى مبيعات فأنا كان المصريين يعرفوننى من خلال الأجانب وليس العكس فلذلك ضياع السياحة يعنى ضياع المهنة إلى الأبد".

والسؤال الآن كم يكلف الدولة الحفاظ على هذه المهنة؟

الإجابة لا شىء.. وفقا لما أكده حسن فهو كل ما يطلبه أن توفر له الدولة 200 متر فى أحد الأماكن الأثرية المناسبة لتتحول إلى مدرسة دولية لتعلم العالم أصول فن فرعونى خاص مازال مستمرا حتى الآن، وتصبح مزارا عالميا يدر أموال على الدولة ولا يأخذ منها كما تعلم بعض الشباب المصريين صنعه أجدادهم ليحملوها فى المستقبل.

ويقول حسن "نتمنى أن يكون فى عهد الثورة رئيس يهتم بإنقاذ الصناعات المصرية والحفاظ على شىء تحتل فيه مصر المركز الأول على مستوى العالم ويتجه الآن للضياع".





























































مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة