"حلمى صقر" 55 عاماً، واحد من جيران الميدان، لا يفصله عن الزحمة والدوشة به سوى بضعة أمتار، تسمح له بمعرفة كل ما يدور به، جلس فى دكانه الصغير لمراقبة اللجان الشعبية وكل من يدخل ويخرج لميدان التحرير، وهو ما جعله يكون رأياً خاصاً به ويتوكل على الله ويضع صوته "لشفيق" ببساطة لأن "الميدان بقى فوضي..واحنا محتاجين واحد يرجعلنا الأمن، وشفيق تيشرت هنلبسه أربع سنين أحسن من جلابية الإخوان اللى هتلزق فينا العمر كله".
"أنا شفت شباب 25 يناير كانوا ميت فل..بس راحوا فين دلوقتى وسابوا الميدان لناس مش تبع الثورة، وبقى كل من هب ودب بيجى الميدان" يقول "حلمى" معبراً عن وجهة نظره فى الحالة التى استقر عليها الميدان.
أما عن انتخابات الإعادة فبالطبع له رأى آخر :" الإخوان دول أكتر ناس استغلوا الثورة، وإحنا محتاجين واحد يرجعلنا الأمن، وميعدش على قلبنا، وشفيق هيعد أربع سنين ويمشى مش مهم فلول المهم يعدل حال البلد" يكمل متوقفاً بعينيه على الباعة الجائلين الذين امتلأت بهم شوارع وسط البلد، ويقول مطرقاً رأسه فى حزن :"أنا حزين على حال وسط البلد.. زمان كان شارع طلعت حرب وشارع عدلى وميدان التحرير وشارع قصر النيل أحلى وأرقى شوارع فى مصر.. دلوقتى تعالوا شوفوا وسط البلد".
"حلمي" الذى جلس أمام دكانه طوال عمره متمتعاً بجمال "وسط البلد" وأهلها وزبائنه من السياح وأرقى طبقات المجتمع، جلس حزيناً على اختفاء السياحة وغياب الزبائن الذين يقدرون بضاعته من الأنتيكات، لا يطلب من رئيس مصر القادم سوى أن يعيد وسط البلد "لعزها" .."وميبقاش جلابية نلبسها العمر كله".




