دراسة: صعود الإسلام السياسى يهدد شعبية "عيد الحب" بمصر
الأربعاء، 13 يونيو 2012 03:07 م
أرشيفية
(أ ش أ)
صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، العدد السابع من سلسلة "مراصد"، ويضم دراسة بعنوان "عيد الحب فى مصر، قراءة فى الجدل الدينى والثقافى: مجنون ليلى وعيد الحب.. أخلاقيات الحب والجنون فى مصر"، للباحث صامولى شيلكه، وترجمة عومرية سلطانى. وتشير الدراسة إلى أن عيد الحب يتمتع منذ نهاية التسعينيات تقريبا، بشعبية واسعة فى مصر، لدرجة أن تبادل الهدايا فى الرابع عشر من فبراير، وهو تاريخ الاحتفال، يفرض نفسه لدى عدد كبير من المحبين.
ويقول الباحث إنه فى الظروف الحالية؛ وبينما تواصل الثورة تطورها، سيكون من الصعب التنبؤ بمستقبل مثل هذا العيد فى مصر؛ إذ لا تزال الظواهر التى ترتبط بانتشاره الواسع فى البلاد خلال العقدين الأخيرين راهنة، ولا تزال مسائل الحب، والزواج، وتنظيم عملية الاختلاط بين الجنسين تحتفظ بأهميتها.
وتضيف الدراسة أن الثورة سمحت بالتعبير عن أشكال مختلفة من التطلعات، لكن لا يزال ينبغى، مع ذلك، البحث عن حلول لأزمة العاطفة والإحباط التى يعبر عنها الشباب غير المتزوجين.
ويقول الباحث إن انتشار عيد الحب يعكس بامتياز غموض المرحلة الراهنة؛ من حيث إنه يبلور التوترات بين المرجعية الدينية وبين مرجعية التحضر، كما بين المفاهيم المتنافسة حول الأصالة والمعاصرة. فنجاح عيد الحب التجارى والإعلامى يسمح بانتشار الصور الرومانسية لدى سكان المناطق الحضرية، وخارجها لدى المصريين جميعهم.
ويبدو انتشار هذه المفاهيم فى مصر مرتبطا بإنشاء وتعزيز فضاء إعلامى عالمي، خاصة عبر السينما والفضائيات والإنترنت، إضافة إلى انتشار سلع الاستهلاك الجماهيرى ذات الطابع الرومانسى. ويبين الباحث أن التوافر الدائم لملحقات الزينة الصينية الصنع - وبأثمان زهيدة بالفعل وبقدر كبير- قد ساهم فى تجذر عيد الحب فى القاهرة؛ حيث تفجرت الظاهرة فى كل الأحياء، الغنية منها والفقيرة.
ويوضح الباحث أن هناك ثلاثة مستويات أساسية حاسمة تتم تعبئتها ضد عيد الحب: المستوى الدينى، والقومي، ومستوى مناهضة النزعة الاستهلاكية، مشيرا إلى أن هذه المستويات ليست منفصلة عن بعضها فى الواقع، لكنها تتعاضد فى جزء كبير منها.
ويقول الباحث إن انتشار عيد الحب تزامن مع استقطاب اجتماعى متنام؛ حيث فقدت الطبقات الوسطى مكانتها إلى حد كبير كقائد مميز للمشروع التحديثى الذى يقوم على إصلاح الأمة، لصالح طبقات ميسورة أكثر استعجالا للمطالبة بشكل ما من الكونية، ويرى أن عيد الحب الذى يتم تقديمه صراحة كحدث عالمى، يجعل من المفيد هنا النظر فى نتائج هذه التحولات.
ويوضح أن مرجعية التحضر تميل إلى التماهى أكثر فأكثر مع رأس المال الكوزموبو ليتاني. فشعبية المراكز التجارية وظهور فضاءات المقاهى المختلطة عبر أحياء المدينة، تساهم فى هذه الهيمنة الجديدة. ويلعب التسويق هنا دورا مركزيا؛ لأنه منوط بتحفيز والتنبؤ بمطالب واحتياجات السكان. ويرى أن عيد الحب استفاد من هذه الوضعية؛ ليكتسب موضع قدم فى مصر، وليفعل ذلك خارج أوساط الأثرياء فى المجتمع بأسره.
وتتطرق الدراسة إلى أهمية النظر فى العلاقة المتبادلة بين الحب، والتعليم، والتعبير عن الذات فى سياق الإصلاحية التحديثية السارية فى مصر.
وتبين الدراسة أن الخطاب الليبرالى يظهر الحب كما النجاح اليوم فى مصطلحات تنتمى إلى علامته الدالة على مرجعية مدنية موسومة بالتأكيد على الكوزموبوليتانية، وفى الوقت نفسه الإصرار على البقاء مصريا رغم كل شىء، ويفترض بهذا أن مستقبل الأمة يحمله متعهدون شباب مزودون برأس مال كوزموبوليتاني. ويخلص إلى أن عيد الحب يقدم الفرصة لنسبة كبيرة من السكان؛ للتعبير عن مشاعرهم، وهم فى الوقت نفسه يعبرون عن نفس التطلعات التى يحملها هؤلاء السكان جميعا.
يذكر أن "مراصد" هى سلسلة كراسات علمية محكمة تعنى برصد أهم الظواهر الاجتماعية الجديدة، لا سيما فى الاجتماع الدينى العربى والإسلامى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، العدد السابع من سلسلة "مراصد"، ويضم دراسة بعنوان "عيد الحب فى مصر، قراءة فى الجدل الدينى والثقافى: مجنون ليلى وعيد الحب.. أخلاقيات الحب والجنون فى مصر"، للباحث صامولى شيلكه، وترجمة عومرية سلطانى. وتشير الدراسة إلى أن عيد الحب يتمتع منذ نهاية التسعينيات تقريبا، بشعبية واسعة فى مصر، لدرجة أن تبادل الهدايا فى الرابع عشر من فبراير، وهو تاريخ الاحتفال، يفرض نفسه لدى عدد كبير من المحبين.
ويقول الباحث إنه فى الظروف الحالية؛ وبينما تواصل الثورة تطورها، سيكون من الصعب التنبؤ بمستقبل مثل هذا العيد فى مصر؛ إذ لا تزال الظواهر التى ترتبط بانتشاره الواسع فى البلاد خلال العقدين الأخيرين راهنة، ولا تزال مسائل الحب، والزواج، وتنظيم عملية الاختلاط بين الجنسين تحتفظ بأهميتها.
وتضيف الدراسة أن الثورة سمحت بالتعبير عن أشكال مختلفة من التطلعات، لكن لا يزال ينبغى، مع ذلك، البحث عن حلول لأزمة العاطفة والإحباط التى يعبر عنها الشباب غير المتزوجين.
ويقول الباحث إن انتشار عيد الحب يعكس بامتياز غموض المرحلة الراهنة؛ من حيث إنه يبلور التوترات بين المرجعية الدينية وبين مرجعية التحضر، كما بين المفاهيم المتنافسة حول الأصالة والمعاصرة. فنجاح عيد الحب التجارى والإعلامى يسمح بانتشار الصور الرومانسية لدى سكان المناطق الحضرية، وخارجها لدى المصريين جميعهم.
ويبدو انتشار هذه المفاهيم فى مصر مرتبطا بإنشاء وتعزيز فضاء إعلامى عالمي، خاصة عبر السينما والفضائيات والإنترنت، إضافة إلى انتشار سلع الاستهلاك الجماهيرى ذات الطابع الرومانسى. ويبين الباحث أن التوافر الدائم لملحقات الزينة الصينية الصنع - وبأثمان زهيدة بالفعل وبقدر كبير- قد ساهم فى تجذر عيد الحب فى القاهرة؛ حيث تفجرت الظاهرة فى كل الأحياء، الغنية منها والفقيرة.
ويوضح الباحث أن هناك ثلاثة مستويات أساسية حاسمة تتم تعبئتها ضد عيد الحب: المستوى الدينى، والقومي، ومستوى مناهضة النزعة الاستهلاكية، مشيرا إلى أن هذه المستويات ليست منفصلة عن بعضها فى الواقع، لكنها تتعاضد فى جزء كبير منها.
ويقول الباحث إن انتشار عيد الحب تزامن مع استقطاب اجتماعى متنام؛ حيث فقدت الطبقات الوسطى مكانتها إلى حد كبير كقائد مميز للمشروع التحديثى الذى يقوم على إصلاح الأمة، لصالح طبقات ميسورة أكثر استعجالا للمطالبة بشكل ما من الكونية، ويرى أن عيد الحب الذى يتم تقديمه صراحة كحدث عالمى، يجعل من المفيد هنا النظر فى نتائج هذه التحولات.
ويوضح أن مرجعية التحضر تميل إلى التماهى أكثر فأكثر مع رأس المال الكوزموبو ليتاني. فشعبية المراكز التجارية وظهور فضاءات المقاهى المختلطة عبر أحياء المدينة، تساهم فى هذه الهيمنة الجديدة. ويلعب التسويق هنا دورا مركزيا؛ لأنه منوط بتحفيز والتنبؤ بمطالب واحتياجات السكان. ويرى أن عيد الحب استفاد من هذه الوضعية؛ ليكتسب موضع قدم فى مصر، وليفعل ذلك خارج أوساط الأثرياء فى المجتمع بأسره.
وتتطرق الدراسة إلى أهمية النظر فى العلاقة المتبادلة بين الحب، والتعليم، والتعبير عن الذات فى سياق الإصلاحية التحديثية السارية فى مصر.
وتبين الدراسة أن الخطاب الليبرالى يظهر الحب كما النجاح اليوم فى مصطلحات تنتمى إلى علامته الدالة على مرجعية مدنية موسومة بالتأكيد على الكوزموبوليتانية، وفى الوقت نفسه الإصرار على البقاء مصريا رغم كل شىء، ويفترض بهذا أن مستقبل الأمة يحمله متعهدون شباب مزودون برأس مال كوزموبوليتاني. ويخلص إلى أن عيد الحب يقدم الفرصة لنسبة كبيرة من السكان؛ للتعبير عن مشاعرهم، وهم فى الوقت نفسه يعبرون عن نفس التطلعات التى يحملها هؤلاء السكان جميعا.
يذكر أن "مراصد" هى سلسلة كراسات علمية محكمة تعنى برصد أهم الظواهر الاجتماعية الجديدة، لا سيما فى الاجتماع الدينى العربى والإسلامى.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
ايه ده
ده مقال يكتب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
Alaa
تعقيب
عدد الردود 0
بواسطة:
شكرااااااااااا
شكرااااااااااااا
اليوم السابع ده عسل عسل عسل
عدد الردود 0
بواسطة:
غاوى هيافة
تصدق إنها دراسة مهمة جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري ومسلم ولله الحمد
الفراغ يولد تفاهة الأفكار
عدد الردود 0
بواسطة:
ناجح السلفى
كل هذه الاعياد حرام شرعا وأثم من يحتفل بها
عدد الردود 0
بواسطة:
حزب الله هم المفلحون
يسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسقط اليوم السابع