"جبنة، زيتون، حلاوة، كله على النوتة" فى زمن البقال الذى حل محله الهايبر أو السوبر ماركت الكبير كان الأب يؤمن طعام العشاء والإفطار من البقال جاره وابن "الحتة" وبعد أن يتناول مشترواته يقول "على النوتة"، النوتة اختفت لسنوات لانحسار مهنة البقالة، إلا أن النوتة ظهرت مرة أخرى بيد بقالى المنطقة بعد أن اكتوت الأسرة بنار الأسعار- بسبب تخفيض إنتاج معظم مصانع المواد الغذائية إلى النصف وتسريح بعض عمالها - لتسكن أدراج أصحاب المحلات بديلا عن الفلوس حتى ينتهى الشهر وتقوم الأسرة بتسديد ما عليها ويقوم البقال بدوره بتمزيق تلك الصفحة، إلا أنه لا يلبث أياما معدودة ويفتح لنفس الأسرة صفحة جديدة للشهر، هذا ما يشير إليه محمد إبراهيم السيد صاحب محل بقالة أو سوبر ماركت صغير.
يقول الزبون أصبح يبحث عن المنتج الأرخص، ولأسر التى كانت تفضل شراء المسلى البلدى أصبحت تشترى سمن نباتى، والذى كان يقوم بشراء 1/2 كيلو جبن رومى مثلا أصبح يسألنى أن أعطيه 1/8 كيلو، ومن اعتاد أن يشترى الأصناف الغذائية معلبة يفضل حاليا أن يشتريها "سائبة بالكيلو" لأنها الأرخص، وكل هذا يعكس معاناة الزبون من الغلاء الفاحش فى كل متطلباته ويحاول أن يكمل غذائه بالعيش، وفى ظل ذلك هناك بعض المنتجات التى فقدت زبونها لأنها غالية الثمن ولا يقدر الزبون على ثمنها، إلا أن الميزان الحساس ساعد فى تخفيف العبء على الأسرة المصرية فبدلا من أن كان يشترى الزبون نصف كيلو مثلا أو كيلو أصبح بإمكانه أن يطلب فقط 400 جرام مثلا أو 550 جراما من المنتج الغذائى وهكذا.
ويشير محمد إلى أن البقال لا يزال له زبونه، حيث أن سلاسل المحلات الغذائية الكبيرة تقدم بعض العروض على مجموعة منتجات غير أساسية للبيت المصرى، وقد تكون المنتجات منتهية الصلاحية أو قربت على انتهاء صلاحيتها، إلى جانب قلة جودة المنتجات المعروضة، حيث أن تلك المحال تعتمد على المشترى الذى يقوم بشراء احتياجاته المختلفة من أجبان ومنظفات ولحوم وغيرها، على أن تكون كل الاحتياجات المنزلية من مكان واحد غير مدققة فى سعر كل منتج أو صلاحيته واكتفت أن تلك المحال تقدم عروضا حتى إن كانت وهمية، فالأسعار تكون مرتفعة.
إن الناس تتعامل مع بقال منطقتها على أنه واحد قريب منهم، فيقومون بشراء الطلبات الأساسية بالشهر ويدفعون ثمنها أول الشهر، وهناك الأشخاص الذين اعتادوا تناول البقالة طازجة يوميا، ونجدهم زبائن دائمين كل مساء ويختار فى الغالب نفس المنتجات التى اعتاد على أخذها يوميا، يعنى البقال عارف زبونه بيشترى إيه.
ومن أغرب المواقف التى يرويها محمد تعرضه للسرقة، حيث طلبت منه امرأة عجوز علبة سمن بلدى 2 كيلو وبعدما وضعتها فى الشنطة قالت له لقد نسيت الأموال فى المنزل، وهمت بإعطاء العلبة مرة ثانية إليه، إلا أنه اكتشف إنها علبة مشابهة عمدت العجوز بملأها بالماء ثم لحامها حتى تبدو وكأنها مغلقة إلا أنه اكتشف الموقف سريعا واسترد بضاعته.
وقف الحال وعدم الاستقرار رجع نوتة البقال مرة أخرى
الثلاثاء، 12 يونيو 2012 02:28 ص
محمد إبراهيم السيد صاحب محل بقالة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مينا جورج
قول للزمان ارجع يا زمان