"هدوم واسعة.. نظارة الدحاحة.. حجاب مغطى كل شعرى.. تمام كله موجود.. أعتقد إن ماينفعش شكلى يبقى أبسط من كده.. كل اللى محتاجة أعمله دلوقتى أن أمشى باصه قدامى وحنجح إن محدش يهينى".. هذا ما قالته سارة لنفسها حينما خرجت من منزلها فى طريقها للعمل، وهى تتجنب بكل الطرق أن تتعرض للتحرش الجنسى الذى أصبح منتشراً فى مصر بشكل كبير، ومن هنا خرجت فكرة معرض "كفاية Enough"، الذى ينظمه مركز درب 1718، ويدعو من خلاله الفنانين ليتقدموا بأعمالهم الفنية التى تناولت قضية التحرش لعرضها فى المعرض حتى يوم 21 من الشهر الجارى.
"سارة" تمثل حال العديد من الفتيات فى مصر، فبالرغم من محاولاتها ألا تكون ملحوظة، إلا إنها تعرضت للتحرش من قبل بعض المراهقين فى الشارع، صرخت سارة بعلو صوتها، ونظرت حولها باحثة عن مساعدة ودعم، ولكنها لم تجد إلا اللامبالاة، والأسوأ من ذلك أنها شعرت بما يشبه نظرات السخرية.
وصلت سارة إلى العمل مكسورة، والوحدة تملأها، ويدها ترتعش غضبا، لم تكن تعرف أنها قادرة على الشعور بهذا القدر من الغضب، حكت سارة لزملائها ما حدث، شعرت النساء بالاشمئزاز، وهن يتذكرن آخر مرة مررن بنفس التجربة، أما الرجال فسخروا منهن، وقالوا إن هذه المواقف لم تحدث أبدا لأمهاتهم وأخواتهم، وأن هذا خطأ النساء بالتأكيد.
مينا بكتور، أحد مسئولى العلاقات العامة بمركز درب 1718، قال، لـ "اليوم السابع" إن هدف المعرض هو التركيز على قضية التحرش الجنسى التى انتشرت فى جميع أنحاء مصر فى الفترة الأخيرة، ويقول البعض إن سبب هذه الظاهرة هو الإحباط الجنسى الناتج عن عدم القدرة المادية على الزواج، والبعض الآخر يقول إنها ظاهرة ناتجة عن إحباطات وصعوبة الحياة.
وأشار إلى أن المركز يدعو كل الفنانين للمشاركة بأعمالهم التى تخص قضية التحرش فى معرض درب 1718، حيث يمكنهم تقديم أعمالهم من الآن وحتى يوم 21 يونيو الجارى.
وأوضح أن التحرش الجنسى كان قد اختفى تماما فى بداية الثورة خلال الثمانية عشر يوما الأولى، حيث يحاول الناس فهم كيف ولماذا لم يحدث أى تعدٍ جنسى ولكن لا توجد إجابة، وللأسف لم تدم أيام المدينة الفاضلة، وعاد التحرش الجنسى بكامل قوته.
وأضاف أن التحرش قد عاد، ولكن النساء كن قد تغيرن، فصوتهن موجود من خلال التلفزيون والإنترنت وقضايا المحاكم والفن، وصوتهن عالى "كفاية".
"كفاية" رسالة نساء مصر فى معرض ضد التحرش الجنسى بدرب 1718
الثلاثاء، 12 يونيو 2012 05:14 م