عندما تراها يباغتك شعور قوى بالأمل، لهجتها الثابتة وثقتها الكبيرة فى التعبير عما تشعر به ينسيك معنى اليأس ويفسر لعقلك ببساطتها فى الحديث معنى كلمة "مفيش مستحيل"، وهو المبدأ الذى عكفت "هدى فريد" بصبر على تحقيقه فى كل يوم من أيام حياتها التى لم تعرف فيها لليأس طعماً ابتداء من عامها الثانى عشر، عندما فقدت نور عينيها وقررت أن تنحى الحزن عليهما جانباً لتبدأ فى العمل، فأكملت دراستها والتحقت بالجامعة وتعينت معيدة بكلية دار العلوم وأصبحت واحدة من أبرع مستخدمى الإنترنت، حتى تحولت حياتها إلى قصة نجاح مستمرة قررت نقلها بقوة لكل من فقد عينيه فى ميادين مصر، لتثبت لهم أن "لسه فى أمل".
"مبادرة عيون مصر" هو الاسم الذى أطلقته "هدى فريد" المعيدة بكلية دار العلوم، على فكرتها للمشاركة فى الثورة المصرية على طريقتها الخاصة، فبعد أن حصلت على عدد من الشهادات فى استخدام الكمبيوتر والإنترنت للمكفوفين وأصبحت قادرة على تصفح جميع مواقع الانترنت وكتابة أوراقها العلمية دون مساعدة من أحد، قررت أن تنقل خبراتها لكل من فقد عينيه من شباب الثورة، ومن هنا أطلقت هدى فكرة المبادرة التى رأت أن من شأنها أن تغير حياة الكثير منهم.
"أنا عارفة يعنى إيه واحد يفقد بصره، عشان كده عايزة أقولهم إن لسه فى أمل" هكذا بدأت "هدى" حديثها لليوم السابع عن مبادرتها وقالت: أنا فاقدة للبصر منذ أن كان عمرى اثنتى عشر عاماً بسبب ضمور فى العصب البصرى، وبالرغم من ذلك لم أفقد الأمل فى الحياة، وأنا قادرة الآن على استكمال حياتى دون مساعدة من أحد، أو الشعور بالعجز، وهو ما أحاول نقله لكل من فقد بصره، وأقل ما يمكننى المشاركة به هو تقديم خبرتى وتجربتى فى حياة الظلام التى لا يجب أن نستسلم له.
أما عن فكرة المبادرة قالت "هدى": تعلمت استخدام الكمبيوتر والإنترنت بواسطة البرنامج الناطق، وحصلت على دورات تدريبية جعلتنى قادرة على استخدامه بسهولة، وهو ما جعلنى أشعر أن "كل شئ ممكن"، وما أحاول توصيله من خلال الفكرة، هو أن يؤمن كل من فقد بصره أنه ليس معزولاً عن العالم وأن هذا الابتلاء ليس هو نهاية الحياة، بل هم قادرون على استكمال المسيرة والأمر ليس صعباً.
تكمل "هدى": "أعلنت عن الفكرة، واتفقت مع إحدى شركات الكمبيوتر الكبرى على توفير معمل مجهز للكمبيوتر، وهو ما تم تجهيزه بالفعل، إلى جانب الأساتذة من المكفوفين الذين رحبوا بفكرة المساعدة، وما أفعله الآن هو محاولة التواصل مع مصابى الثورة، وهدفى أن تصل الفكرة لكل شخص ضحى بعينيه"
"هناك طريق للخروج من العزلة التى فرضت عليكم" هكذا وجهت "هدى" حديثها لمن فقدوا نور أعينهم، واختارت لمبادرتها صورة تنقسم لجزأين، الجزء الأول لقناص العيون، أما الجزء الثانى فيظهر به واحد من مصابى الثورة جالساً أمام جهاز الكمبيوتر، لتصل بهذه الصورة رسالتها واضحة "مش هنيأس وبرده هننجح وهنكمل حياتنا".
من هدى لكل من فقد عينيه فى سبيل مصر: "لسه فى أمل"
الأحد، 10 يونيو 2012 10:04 م
هدى فريد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة