ممكن تعرفنى بموبايل حضرتك؟.. هذا هو السؤال الذى طرحه "اليوم السابع" على 100 مواطن بصفة عشوائية من الشارع المصرى، حيث طلبنا من كل منهم ذكر نوع المحمول الخاص به، واستخداماته، ومشاهدة صور الخلفية، وسماع الرنة التى يسمعها حينما يتصل به الناس، فوجدنا أن 47% من العينة تضع خلفيات إسلامية، بينما رفض 29% وضع خلفيات شخصية لعائلاتهم خاصة (المدام)، خوفاً من وقوع الهاتف فى يد شخص غير أمين، كما يحمل 13% أكثر من موبايل و86% أكثر من شريحة ورفض 38% نغمات تامر حسنى، بحجة أن ذلك ينتقص من رجولتهم، وإليكم النتائج بالتفصيل.
مصرى بالصينى
أكد 39% من العينة شراءهم لموبايلات صينى فى آخر ثلاث سنوات، بينما رفض 15% شراء موبايل جديد من نفس النوع، بسبب انتهاء عمره الافتراضى سريعاً، وقبل 24% بهذا لأن سعره رخيص وإمكانياته كثيرة وصوته عال.
ويقول محمد بدوى، - 43 عاما - عامل بناء وأحد المشاركين بالاستطلاع، "المحمول الصينى عاش معى 8 أشهر وأنوى شراءه مجدداً لأنه يسلينى وأعشق سماع صوت الست أم كلثوم عليه، وأنا أركب المواصلات وحتى لو تضايق بعض الركاب أظل أسمعه، وكذلك يفعل مثلى الكثيرون من أصدقائى".
وأوضح محمد عبد الله، بائع متجول بميدان رمسيس، أن سوق الهواتف الصينى رائج، وأن إقبال 90% ممن يشترونه عليه سببه هيئته الحديثة ورخص سعره، وختم عبد الله قائلاً، "أصل إحنا بلد مظاهر والصين عارفه كده كويس".
رنتك على مزاج حضرتك
أكثر ما يعبر عن الشخصية المصرية هى النغمات التى يختارها المصريون، حينما يتصل به شخص آر حيث تدل على، اتجاهاتهم السياسية، ميولهم العاطفية وحسهم الكوميدى العالى، فما بين رنة ( يسقط حكم العسكر) و (ضحكة طفولية أو نسائية جميلة) تظهر طباع المصريين وطريقة تفكيرهم، ولا ننسى الأناشيد والتواشيح الإسلامية، وهى الأكثر انتشاراً، حيث يستخدمها 66% من العينة المذكورة.
ويقول هانى فؤاد - 20 عاماً - طالب بكلية الآداب جامعة القاهرة، "رنة الموبايل تظهر شخصيتى وسط أصدقائى، لذا أفضل وضع رنة لعمرو دياب أو منير لأننى أحبهم كثيراً، ورنة موبايلى الحالية هى مقطع من مسرحية مدرسة المشاغبين".
بينما قالت حنان عاطف، موظفة بالشئون الاجتماعية – 46 عاما - أضع رنة الموبايل الخاصة بالشركة المصنعة منذ أن اشتريته وحتى الآن لأننى لا أفهم فى هذه التكنولوجيا سوى خاصية الرد والإغلاق بعد انتهاء المكالمة وصراحة لا أهتم سوى بهذه الخاصية وأترك البقية لأولادى.
إلا تامر حسنى
ومن غرائب الرجال المصريين المشاركين بالعينة رفضهم للرنات التى يغنى بها تامر حسنى بالذات، حيث رفض 21% وضع أغانيه فى رناتهم مرجعين السبب فى ذلك إلى اعتبارهم رنات "حسنى" شيئا أنثويا وينتقص من شخصيتهم الرجولية القوية، بينما قال البعض الآخر، إنهم لا يحبونه بسبب مواقفه غير الوطنية فى ميدان التحرير وما سبقها من واقعة تهربه من التجنيد، بينما رفض 17% آخرون وضع نغمات لأى مطرب على حد سواء لأن ذلك يعد أثماً دينياً.
اشحنلى.. شكراً
وعن أكثر الخدمات الشائع استخدامها بين المصريين كانت ما يسمى بباقة (شكراً) فما بين (كلمنى ..اشحنلى.. سلفنى وادفعلى شكراً)، ويستخدمها معظم المصريين من جميع الطبقات، أكد 87% من المشاركين بالاستطلاع استخدامهم هذه الخدمات لأكثر من 10 مرات منذ استخدامهم للموبايل وتوفر هذه الخدمات وحتى الآن.
تقول صفاء على، طبيبة نساء وتوليد بمستشفى حكومى، "أتعجب كثيراً حينما يرسل لى أحد المرضى رسالة (كلمنى.. شكراً)، ولكننى أضطر إلى الاتصال به خوفاً من أن تكون الحالة حرجة، والحساب يجمع فى الأخر".
رقم بدون اسم..!
أكد 97% من المشاركين بالاستطلاع احتفاظهم بأرقام على ذاكرة هواتفهم دون أسماء، والسبب فى كل مرة يكون واحد من اثنين، الأول تعرضهم لموقف سخيف بعد قراءة مديرهم أو زوجاتهم أسمائهم أو أسماء أشخاص غيرهم الحركية على الموبايل، مما ينتج عنه مشكلة كبيرة فى البيت أو العمل وهكذا، والثانى هو خطأ تقنى، حيث احتفظوا بالأرقام دون الأسماء.
ومن الأسماء الشائعة الاستخدام فى قائمة أسماء الموبايل: لقب (قسمة ونصيب) و (الحكومة) على المدام واسم (العسكرى الأخضر) على المدير و (حبيبى / حبيبتى) للمحبين.
الشراء على ودنه فى "عبد العزيز"
يؤكد عيد جمال، عامل فى محل مشهور بـ"شارع عبد العزيز"، والذى يعتبر أكثر المناطق المصرية التى تشهد حركة بيع وشراء مستمرة لسوق التليفونات المحمولة، أن سوق الموبايلات نام بعد الثورة قليلاً، ولكنه تعافى وعاد إلى حاله الأول قبل الثورة منذ أغسطس الماضى وحتى الآن.
ويقول "فرحان"، "حركة البيع لا تتساوى كل يوم، فالسوق يتأثر بالأخبار السياسية والحالة الاقتصادية الواقعة، ولكننا لم نتوقف يوماً عن البيع، وكذلك المصريين لم يتوقفوا عن شراء الموبايلات وبيعها واستبدالها ومتابعة أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الهواتف فى أى يوم من الأيام"
ويضيف صاحب محل أجهزة المحمول، "علامة المصرى المميزة فى شرائه لأى تليفون محمول هو سؤاله عن الكاميرا، فهى أكثر ما يهم المصريين يليها البلوتوث وشكل الهاتف الخارجى وفى المرتبة الرابعة السعر ثم تأتى باقى الخصائص مثل علو الصوت وألوان الشاشة. . . إلخ".
من بره هالله.. هالله
ويحلل الدكتور فؤاد السعيد، كبير الباحثين بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية، نتائج الدراسة، مضيفاً، "40% من المستهلكين للهواتف المحمولة من الفئات الأكثر فقراً، ولا يدل سلوك المصرى فى شراء هذه الأجهزة وملاحقة إمكانياتها يوماً وراء على الحالة الاقتصادية السيئة التى نعيشها الآن، والسبب فى ذلك هو محاولة هؤلاء الفقراء تعويض نقص فى شخصيتهم أو مظهرهم الاجتماعى بهذا السلوك الاستهلاكى السىء".
وأضاف "السعيد" قائلاً، لقد أصبحت الموبايلات مثل علب السجائر الأجنبية التى يحرص الفقراء على اقتنائها وإبرازها لأصدقائهم لتضفى عليهم مكانة اجتماعية مغايرة للواقع المرير الذى يعيشونه".
واختتم أستاذ علم الاجتماع كلامه مؤكداً استخدام المصريين لأجهزة المحمول غير نفعى، ولكن الهدف الأول منه هو قضاء أوقات الفراغ بسماع الأغانى واللعب عليه والتصوير به.
ثورة الموبيلات
بينما ترى الدكتورة مها وصفى، أستاذ الطب النفسى، أن وجهة النظر السائدة عن استخدام المصريين لأجهزة المحمول تغيرت بعد الثورة، حيث حولت هذه الهواتف الشاب المصرى إلى إعلامى ينقل الحدث ويصور المظاهرات ويذيعها حتى قبل ظهورها فى وسائل الإعلام التقليدية كالراديو والتليفزيون، مؤكدة أن هذه خطوة فاصلة ومرحلة انتقل بها المواطن من مجرد مشاهد إلى إعلامى باستخدام كاميرا الموبايل.
رنات المحمول شعارات سياسية.. مزيكا عاطفية وضحكات كوميدية
الأحد، 10 يونيو 2012 05:12 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة