هل هناك أوجه للشبه بين ما يحدث الآن فى مصر وما يحدث فى سوريا؟ وهل هناك تخريجات مناسبة سيتم التوافق عليها بين دول أجنبية وإقليمية وعربية وأطراف داخل مصر وسوريا تعمل بصورة دائبة بدون كلل ولا ملل لإنتاج النظامين السابقين بشكل جديد كما حدث فى اليمن؟ مجرد سؤالين.. من خلال الإجابة عليهما سنعرف أجزاء من الحقيقة وربما الحقيقة كلها لو تم وضع صور الأحداث وترتيبها بشكل صحيح وتحليل التصريحات التى تصدر على لسان مسئولين أجانب وعرب ومصريين وسوريين، كلها أو معظمها يصب فى طريقة حل واحد للأزمتين المفتعلتين فى مصر وسوريا، وقبل التعليق أقول مفتعلتين لأن فى مصر يصر فلول النظام السابق على مزاحمة الثوار وتصدر المشهد السياسى بشكل غريب ومريب وبدون مواربة، بعد أن حصلوا على فترة "كمون" وقسط من الراحة لتقوم الماكينة الإعلامية ورجالات النظام المتنفذين بتهيئة الأرض للقيامة الثانية للفلول ومن ثم إعادة إنتاج مبارك بقناع جديد ولكن برموزه السابقة وما الفريق أحمد شفيق والأستاذ عبد الرحيم الغول إلا بعضا من المشتاقين القدامى لإرجاع المجد والسلطة والصولجان الذى تخلخلت أركانه وتصدع بنيانه بفعل ثورة 25 يناير، والتى يريدون فى المقابل أن يردوا لها "اللطمة" لطمتين وأن يخلخلوا أركانها ويصدعوا بنيانها، إرضاء لنزواتهم وشهواتهم وإرضاء للأمريكان والإسرائيليين "أحباب مبارك"، خوفا من المشروع الإسلامى.
فى سوريا إذا كان الوضع هناك مأساويا والقتل يحصد يوميا أطفالا وشبابا وفتيات ورجالا ونساء، فإن الغرب وأمريكا والأخوة العرب بجامعتهم وأمينها العام ووزراء خارجيتها يقفون أو يقعدون على كراسيهم مكتوفى الأيدى تجاه ما يحدث، وتجاه ما تقوم به آلة القتل "الأسدية" المستمرة فى الحصد، والسبب ليس فى أن السادة الكرام السابق ذكرهم مكتوفى الأيدى بحق وحقيق وإنما هم الذين "كتفوا" أنفسهم وغلوا أيديهم بسبب تضارب المصالح وعدم الاتفاق على نصيب كل طرف، ولا تعيبوا على روسيا والصين لأنهما ينظران لمصلحتها قبل البنى أدمين الذين يقتلون ليلا ونهارا ويشردون فى المنافي، ومن المنافى ما يرق قلبها لهم فيدخلونهم ويؤمنونهم، ومنها من يخشى فتنة الثورة على نفسه فيمنعهم من الدخول، ومنها من آوت بعضا منهم ولكن "الإيد قصيرة والعين بصيرة" فامتنعت عن إدخال آخرين، كل هذه الأطراف بما فيها اطراف عربية لا يهمها عدد القتلى أو الجرحى السوريين إلا بعد أن تضمن حكما مشابها لها وعدم وجود نصيب معتبر للتيار الإسلامى فى الحكم السوري، ويكفى ما حدث فى تونس ويمكن أن يحدث فى مصر قريبا، "فالله الغني" عن مساندة أى طرف الآن حتى نعرف راسنا من رجلينا فى هذه الورطة.
أما فى مصر فرأينا كيف بدأ المشتاقون القدامى باستخدام ما استخدمه مبارك من قبل من طرق أمنية وطرق احتيالية قانونية ابتكرها مجموعة من "خياطين" و"ترزية" القوانين والتى يريدون بها تدويخ البلد وأهلها الطيبين حتى يستسلموا لهم ويسلموا أن "الله حق" وأن ما قاموا به من ثورة إنما عادت عليهم هم فقط دون "المشتاقين" و"الحرامية" بوجع القلب وقلة الحيلة ونقص فى البنزين وزيادة القمامة والمتسولين وأزمات فى المرور وعدم الأمان، لا نعرف ماذا سيتم الحكم فى قضية العزل ومجلس الشعب؟ ولكن كل السيناريوهات مفتوحة على المجهول، إلا إذا فكر العقلاء بهدوء وروية والنظر بعين الحكمة إلى المتواجدين فى ميدان التحرير وفى ميادين مصر، ويأخذوا العبرة مما حدث بعد براءة أولاد المخلوع ومساعدى وزير الداخلية الأسبق، حتى يكون قرارهم صحيحا ويصب فى مصلحة البلد قبل مصلحة إسرائيل وغيرها من الدول، أو من أجل مصلحة "الفلول". فيا سادة مصلحة مصر ليست لعبة سياسية تلعبونها لصالح قوى خارجية لن تنفعكم كما لم تنفع "مبارككم ومباركهم" من قبل. وإذا نجح سيناريو الحكم الجديد فى اليمن وكأن اليمنيين لم يقوموا بثورة ضد على عبد الله صالح ونظامه الفاسد وأعيد إنتاج نفس النظام بوجه جديد، فإن ما تراهنون عليه محفوف بالمخاطر واعلموا أن الله مع الشعب المصرى دائما وتذكروا الآية الكريمة "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
أنت تصف الحال بدقة