أعلم جيدا أن من يكتب فى صالح الإخوان الآن كمن يسبح ضد تيار جارف، كما أعلم جيداً أن الإخوان كانت لهم عدة أخطاء فى إدارة العملية السياسية خلال الشهور الماضية، ولكن ما أريده منك قبل انتخابات الإعادة أن تتمهل قليلا وتقرأ المرحلة الماضية ببعض الحياد والتروى.
كان الإخوان الفصيل الأكبر بعد ثورة 25 يناير، وكانوا يمثلون بحق، قوة التيار الإسلامى فى الشارع المصرى، وهم كفصيل سياسى من الطبيعى جدا سعيهم للسلطة، وهم كأصحاب اتجاه فكرى من الطبيعى أيضا أن يكون لهم مخالفون فى الاتجاه وفى الفكر، وإذا كان الإخوان الأقوى فى الشارع، فغيرهم كان الأقوى على المنابر المختلفة.
إذن فالمسألة لها وجهان، الأول هو الخلاف بين القوى السياسية فى إدارة المرحلة السياسية، والثانى هو الخلاف الفكرى بين هذه القوى، والذى وصل فى هذه المرحلة إلى حد العداء والاستعداء والتخوين، فنزع محبة التيار الإسلامى من قلوب الناس لم يكن أمرا سهلا على الإطلاق.
وبعيدا عن هذا الضجيج المفتعل، وهذه الخلافات السياسية، والتى تبعها الحملة المستعرة على الإخوان، سأطرح عليك بعض الأسئلة: هل هناك حزب أو قوى سياسية فى العالم كله تستطيع أن تطلب من فصيل سياسى آخر عدم الترشح للبرلمان أو الرئاسة؟ هل فى الولايات المتحدة مثلا (رمز الديمقراطية فى العالم) يسعى أحد الحزبين الكبيرين (الديمقراطى والجمهورى) للرئاسة دون الكونجرس؟ هل نجد أزمة فى سيطرة حزب العدالة والتنمية فى تركيا على الرئاسة والبرلمان؟ هل رأيت فى أى سابقة سياسية فى أى من دول العالم حزبا يطلب من آخر التنازل عن مشروعه؟ أو من يطلب من مرشح فائز التنازل لآخر خرج من المنافسة؟ ومن يطلب من الرئيس عدم اتخاذ أى قرار دون توقيع نائبه؟ هل سمعت عن تصريحات الرئيس الفرنسى الجديد هولاند عن سعيه للسيطرة على البرلمان.
نعم، ألزم الإخوان نفسهم بما لا يلزم عندما قالوا إنهم لن يتقدموا بمرشح للرئاسة، ولكن التجربة أثبتت أنهم الوحيدون القادرون على مواجهة الفلول.
نعم، هناك الكثير من الانتقادات لمجلس الشعب، ولكن دعنا نتساءل: كيف عادت حقوق المصريين فى العراق بعد عشرين عاما، ومن أقر تثبيت 600 ألف موظف حكومى، وإصدار قانون منع الاحتكار، وفتح ملف الصناديق الخاصة، ومن يبحث الآن قانون المرأة المعيلة الذى يضم بين طياته 7 ملايين أسرة، ومن استجوب الحكومة، بل وسحب الثقة منها، وهى أمور كلها لا تهم المتصيدين الذين يختلقون الأكاذيب من قبيل أن البرلمان يبحث قانون مضاجعة الأموات وختان الإناث، وهى لم نسمع عن مناقشتها أبدا فى البرلمان، فى حين أنه من المعلوم أن البرلمان سلطة رقابية مغلولة اليد وسط شلل تام فى جميع مؤسسات الدولة، وعداء واضح من السلطة التنفيذية.
نعم.. يملأ رافضو الإخوان الدنيا ضجيجا.. لكن متى كان هؤلاء فى صف التيار والفكر الإسلامى.. نعم أخطأ الإخوان سياسيا، ولكنهم لم يفسدوا يوما ولم يكونوا خائنين لوطنهم.. فهل أعطيناهم الفرصة؟!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مشهور
مقال محترم لكاتب محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري
شوف يا ابني.. الجماعة خائنة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
الموضوع مش كره ... الموضوع غباء
عدد الردود 0
بواسطة:
دقدق
مقال محترم من كاتب محترم....دلوقتي بئه هيقولوا عليك اخوانجي وظلامي ومتعصب
عدد الردود 0
بواسطة:
بهجت
يارب حد يفهم
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد حافظ مهندس
اللهو الخفى هو مين :: التنظيم السرى الاخوانى:: دور على المصلحة . (اللى يعرف يرد علية )
عدد الردود 0
بواسطة:
PoistyBoy
والله كلامك عقلاني وواقعي...الاحزاب المفلسه عندنا بتألف اي حاجه
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد المصرى الاصيل
هل نسلم مصر بكاملها للاخوان ؟
كل مصرى يسال نفسة هذا السؤال
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد برهامى سلفى معتدل
اقسم بالله العظيم انى بعد تفكير و تحليل اخترت اخف الضرر و هو شفيق .....
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الشرقية مهندس مدنى سابق الاحداث
و قال ا/ سعيد اباظة كلمتان ...... يا ريت نفكر فيهم بهدوء ..........لشباب مصر ..