استهدفت فعاليات المؤتمر العلمى الثانى للصم وضعاف السمع، والذى نظمه مجمع التربية السمعية بالعاصمة القطرية "الدوحة"، تحت شعار "أساس قوى لمستقبل آمن"، العاملين فى مجال تعليم الصم وضعاف السمع، الأكاديميون، الخبراء والجهات المعنية بذوى الإعاقة السمعية وأولياء الأمور الذين يعانون من إصابة أحد الأبناء أو أكثر بالصمم أو بضعف السمع.
وشارك فى المؤتمر نحو 48 من أساتذة الجامعات ومدراء المراكز التربوية من مختلف البلدان العربية، منها مصر، تونس، الجزائر، ليبيا، الأردن، فلسطين، المملكة العربية السعودية، العراق ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
وقامت الدكتورة سهير عبد الحفيظ عمر، المشهورة بـ"أم الرجال"، استشارى التربية الخاصة
وشريك تمكين الأشخاص ذوى الفقد السمعى والإعاقة السمع بصرية، باستعراض دراستها التى حملت عنوان "بعض الخبرات المكتسبة فى تعليم وتمكين الأشخاص الصم ـ دراسة حالة".
واعتمدت الدراسة فى جمع المعلومات على المقابلات المفتوحة مع أفراد أسرتها، التى تعد نموذجا فى هذه الدراسة، مع تدوين بعض التقارير الشخصية، والكتابات التى سجلتها الأم أو الأبناء خلال مراحل حياتهم، والصفحات الإلكترونية للأبناء على شبكة الإنترنت بهدف استعراض وتحليل خبرة الأسرة المتعلقة بتعليم وتمكين أفرادها الصم.
واستعرضت الدراسة أسرة مصرية تتكون من 7 أشخاص، يعيشون فى مدينة المحلة، وتتكون من الأب "نجيب"، 58 عاما، طبيب استشارى فى أمراض النساء والتوليد، والأم "سهير ـ الباحثة"، 48 عاما، حاصلة على درجة الدكتوراه فى التربية، وتعمل كشريك للأشخاص ذوى الإعاقة السمعية والإعاقة السمع بصرية، وعضو مجلس أمناء مركز القاهرة للتدخل المبكر، أما الأبناء فهم "أحمد"، 25 عاما، حاصل على بكالوريوس الفنون التطبيقية ويعمل مصورا وصانع أفلام، لديه فقد سمع حسى عصبى عميق بالأذنين، يرتدى سماعتين طبيتين، يستخدم اللغة المنطوقة والمكتوبة وقراءة الشفاه فى التواصل، ويجيد التواصل باللغات (العربية ـ الإنجليزية) ويعرف بعضا من الفرنسية، أما "كريم"، 22عاما، فحاصل على بكالوريوس علوم الحاسبات والمعلومات، ولديه فقد سمعى حسى عصبى شديد إلى عميق بالأذنين، يرتدى سماعتين، ولا يزال يواصل عوامل تمكينه بمزيد من الدورات فى مجال الكمبيوتر متطلعا لعمل ملائم، إلى جانب 3 من الأبناء الأصحاء فى حاسة السمع.
وكشف عرض الحالة عن التقبل والدعم الذى حظيا به أفراد الأسرة من الأقارب والزملاء، والتدخل المبكر للأسرة منذ لحظة الاكتشاف بارتداء أحمد للمعين السمعى، وبدء جلسات التخاطب من خلال أخصائى التخاطب بمشاركة الأم، بل إن هذا التدخل قامت به الأم مع كريم قبل تأكيد تشخيص الصمم طبيا، وبدت مشاركة الأم مع طفليها فى تدريبات النطق والكلام من خلال اللعب وممارسة أنشطة يفضلها الأبناء كالرسم والتلوين ولعب البطاقات، وأسهمت مشاركة الوالدين لطفليهما فى قراءة القصص فى تنمية اتجاهات إيجابية نحو القراءة ساعدت على تنمية اللغة وزيادة فعالية التواصل والتفاعل مع الآخرين، إلى جانب أهمية التعليم الدامج (المناهج _ طرق التقويم _ التيسيرات والخدمات المساندة )، حيث التحق أحمد وشقيقه كريم بالمدرسة الابتدائية العامة مع السامعين، ونجحا فى دراسة مناهج السامعين، وإن واجهتهما بعض المشكلات المتعلقة بالمنهج وطرق التدريس.
وعنيت الباحثة بطرح مسألة هامة، وهى لا يجب أن يكون الاهتمام بماذا يدرس الطلاب الصم بل كيف يدرس الطلاب الصم؟ أى أن التركيز على الطرق والتيسيرات التى تدعم قدرتهم على التحصيل، ويظل محك النجاح مرهونا بفعالية هذه الطرق والتيسيرات ومراعاتها للفروق الفردية بين هؤلاء الطلاب.
وأشارت الباحثة إلى أهمية دور التكنولوجيا فى تمكين ذوى الإعاقة السمعية، حيث إن كلا من أحمد وكريم يجيدا استخدام الحاسب منذ طفولتهما المبكرة، ولكل منهما جهازه الخاص، ويجيد أفراد الأسرة التواصل من خلال رسائل الموبايل، والبريد الإلكترونى، كما أن كليهما يجيد استخدام مواقع التواصل الاجتماعى مثل فيس بوك وتويتر .
وأوصت الباحثة بضرورة الاهتمام بتنمية وعى المجتمع بطبيعة الإعاقة عامة، والفقد السمعى، مع التركيز على توعية الأسر باختيارات التدخل المبكر وأماكن تواجده، وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة والمواد الدراسية بالقدر الذى يسهم فى تقبل المجتمع للطفل والاعتراف بحقوقه، والتقليل من حالة الإحباط التى تتولد لديه أو لدى أسرته وصولا إلى درجة مناسبة من درجات الدمج والتأهيل.
الاهتمام باستخدام السماعة الطبية - وغيرها من الأجهزة التعويضية - فى المسلسلات والقصص، وابتكار لعب أطفال تحاكيها، بما يخلق وعيا عاما بأهمية استخدامها لمن يحتاجها ويجعله أمرا مقبولا ومعتادا اجتماعيا وذلك لتجنيب الطفل الذى يستخدمها الكثير من المضايقات .
توفير معلومات صحيحة وضرورية عن أنماط التواصل وطرق التدخل ونوعية التعليم المتاح لدعم الأسر فى اتخاذ القرارات.
تيسير البيئة وتهيئة المدرسة وملائمة المناهج وطرق التقويم لتحقيق دمج الطلاب الصم بلا صعوبات.
فى المؤتمر العلمى الثانى للصم وضعاف السمع..
"أم الرجال" تستعرض طرق اجتياز أبنائها لفقدان السمع
الأحد، 06 مايو 2012 11:11 ص