السريحة والمهمشون أبطال لوحات إيمان حكيم

من العامل "السريح" بعربته "الكارو" إلى بائعة الخضروات على ناصية الشارع، وجوه مصرية خالصة لفحتها شمس النهار هم أبطال الأعمال الفنية للتشكيلية إيمان حكيم التى ظلت لمدة اثنى عشر عاما العيش معهم من خلال ألوانها وفرشاتها، لتعبر عن هؤلاء البسطاء الذين يقضون حياتهم للجرى وراء لقمة العيش بإصرار وبشاشة، وكأنهم موقنون أن الرزق والفرج قادم لا محالة.

بالرغم من أنها تخرجت فى العام 1989 من كلية الفنون الجميلة بالمنيا قسم ديكور شعبة فنون تعبيرية، وبعد الابتعاد عن العمل لفترة قررت أن تستغل موهبتها فى الرسم عام 2000 لتبدأ من وقتها حمل رسالة تجسيد واقع الإنسان المصرى البسيط الذى يقضى يومه فى طلب الرزق، وهو سعيد وقلبه مملوء بالرضا والقناعة، حيث تراه أهم ما يميز مصر، والعملة الوحيدة التى لا تتكرر، ولا نراها فى أى مكان نسافر له فى الخارج، بسبب تعبيراتهم البسيطة المليئة بالأمل والحياة والكرامة وشعورهم اللا متناهى بالرضا وكرمهم، ورغبتهم فى مساعدة بعض، حتى بدأت أول معارضها الاحترافية عام 2006.

"هذه مريم الصغيرة تحمل أحلامها فى "جرة" الورد، وهذه أم سيد بائعة القرنبيط الذى رسمته يشبه الورد لأعبر عن طبيعتها الجميلة، وفى خلفية الرسم ستجد صورة عائلتها التى لا ينقطع تفكيرها عنهم" هكذا قالت إيمان وهى تتجول حول لوحاتها لتعبر عن معرفتها بمعظم من رسمتهم، فالفنانة لم تكتف بأن تقوم برسم وجوه تراها من بعيد، ولكنها أصرت على التعرف عن قرب لكل الشخصيات التى قدمتها من خلال ريشتها حتى أصبحت تجمعها علاقة صداقة بمعظمهم، وتقول "لقد بدأت أتأثر بكل ما يدور حولى فى الشارع، منذ أن بدأت العمل على الرسم، وخصوصا المصريين البسطاء، ولكن ما فائدة الرسم وأنت تعبر عن شخصية تراها وتتخيلها من بعيد، ولذلك تقربت من كل الشخصيات قبل أن أقوم برسمها حتى أعرف تفاصيلهم وانفعالاتهم وتعليقاتهم البسيطة، وأعبر عنها".

وتابعت "معرفة الناس كنوز، وهؤلاء ليسوا أى ناس، فأنا تعلمت منهم الكثير، ورسالتنا هى أن نعبر عنهم، ونجعل الجميع يراهم بعيون جميلة".

إيمان تستعد الآن لتقديم 35 عملا من أعمال الألوان الزيتية على التل والباستل فى معرض جديد لها الاثنين 7 مايو حتى 2 يونيو بقاعة إكسترا بالزمالك، وهى مجموعة من الأعمال التى قدمتها فى الفترة ما بين 2009 وحتى الآن.