د. طارق النجومى يكتب: كرباج ورا يا أسطى

الأربعاء، 30 مايو 2012 09:00 م
د. طارق النجومى يكتب: كرباج ورا يا أسطى احداث العباسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعيش منذ وقت طويل كابوساً لا يريد أن ينتهى.. حالة من التوهان وما يسمى ركوب الرأس وكل يمسك كرباج فى يده يريد معاقبة من يحاول إعاقة مسيرته فى ركوب رأسه.
من سماتنا الشخصية الأصيلة أن كلا منا لا يرى إلا رأيه ولا يستمع إلا لنفسه.. حالة من النرجسية والأنا تصل بالبعض لدرجة من البارانويا الفكرية.. من توابع تلك الحالة أنه من الصعب أن يجتمع ثلاثة على رأى واحد.. الجدل والعبثية والسفسطة تبدأ وتنتهى عند كل حوار.
منذ أكثر من عام مضى تأرجحنا جميعا مع أحداث ومواقف أخذتنا من اليمين لليسار ومن أعلى لأسفل.. وجوه تظهر لتشعلل الأحداث ثم تختفى ثم تعاود الظهور ومن ثم الاختفاء مرة أخرى.. مليونيات منقسمة على نفسها.. منصات متناحرة لا تتفق على رأى.. حتى الصلاة لم نستطع أن نصلى وراء إمام واحد فى صلاة جامعة.. بدأت سينفونية النشاز.. الدستور أولا أم الرئيس أولا.. المواد فوق الدستورية.. أحداث ماسبيرو.. أحداث مسرح البالون.. الجيزة.. محمد محمود.. بورسعيد.. تشكيل لجنة وضع الدستور.. اللجنة العليا للانتخابات سيدة قرارها لا تعطى وجها لأحكام القضاء ولا يظهر على وجهها أى آثار للمرحومة حمرة الخجل.

بدأت أحداث العباسية وتظاهر مؤيدو أبو اسماعيل لتجاهل مرشحهم رغم حكم القضاء.. وهنا أنبرى الجميع وسنوا ألسنتهم بالنقد والتجريح للأستاذ حازم عن سكوته وعدم رضوخه وتغليبة المصلحة العامة.. مئات المقالات والمقابلات والأحاديث أمسكت بالسكاكين والسواطير لتقطع فيه وفى أتباعه ومن قبل كانت الحملة الشعواء على حزب الحرية والعدالة لدفعهم مرشحا لانتخابات الرئاسة رغم أن هذا من حقهم حتى لو أعلنوا قبلا أنهم لن يرشحوا.. فالسياسة أحوالها متغيرة ومواقفها متبدلة وهذه من سماتها.. الفيصل دائما هو صندوق الانتخاب.. تبعتها حملة شعواء وسخرية واستهزاء عندما تم تبديل مرشحهم الذى أقصته اللجنة التى لا يأتيها الباطل من خلفها ولا أمامها بمرشح آخر وكأن هذه عجيبة من العجائب وليست أمرا منطقيا فى كل زمان ومكان.

أخذ من لا يشعرون بالثقة فى أنفسهم وفى تأييد الشارع لهم فى استغلال ما يملكون من سطوة إعلامية فتسلطوا على أفكار العامة بطرح آراء لا منطق لها إلا أنهم يرون وطنهم طبق من الفتة لابد أن يفت فيه الجميع. الإخوان عايزين يكوشوا..!! فكر عجيب ليس له مسمى فى السياسة.. من هو الحزب فى أى دولة فى العالم الذى لا يسعى للحصول على الأغلبية المطلقة.. الفيصل دائما نزاهة الانتخابات والدستور الذى يحمى نظام تداول السلطة ومن قبلهما شعب واع مستيقظ.. بل على العكس عدم تعارض السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية تصب دائما فى الإسراع فى تنفيذ السياسات وإن فشلت فصندوق الانتخاب له الكلمة.. هذا فى كل العالم المحيط بنا.. أما عندنا فالبعض يريد تفصيل ديمقراطية يمكن أن نسميها ديمقراطية لافيها لانخفيها.
وأخيرا أتى اليوم الذى اشتاقت إليه نفوسنا وتطلعت إليه أفئدتنا وكنا نشك فى قدومه.. يوم انتخابات الرئاسه.. ظهرنا بمظهر متحضر.. كانت انتخابات شهدت لها الغالبية بأنها كانت نزيهة.. هناك بعض التجاوزات والكمال لله وحده.. ظهرت النتائج وكان ما كان من مفاجآت لم يتوقعها الجميع، نتيجة صادمة بصعود الفريق شفيق لانتخابات الإعادة.. بدأت دعاوى توحيد الصفوف ولم الشمل وراء مرشح الإخوان الدكتور مرسى وهنا بدأت المعزوفة.. بدأها د. حمزاوى.. ليتنازل مرسى لحمدين ليخوض الإعادة ليثبت الإخوان أن طبق الفتة واسع ويسع الجميع.. دعوة لم نسمع لها مثيلا وليست لها سابقة فى تاريخ الأمم.. لامنطق لها إلا منطق كرسى فى الكلوب ولافيها لنخفيها.
دعا العقلاء لتوحيد الكلمة ومشاركة الأستاذ حمدين والدكتور أبو الفتوح فى المشهد السياسى القادم وهنا كانت الفاجعة بخروج الأستاذ حمدين ليعلن أنه لن يقبل بأى منصب غير منصب رئيس الجمهورية وأنه سيدخل قصر الحكم مع أمهات الشهداء.. أعطى نفسه وصاية على مصير لايقرره هو.. منصب لم يستطع أن يحصل على أصواته.. أعطى نفسه وصاية على الثورة وشهدائها.. بدأ أنصاره فى الظهور بمظهر أولاد صباحى ليعيدوا ما انتقدوه سابقا من مظهر أولاد أبو إسماعيل.. أصبح حرام الأمس القريب "حلالا بلالا" لهم.
بدأت دعوة أخرى غريبة عندما عرف البعض أن الرئاسة خرجت من أيديهم.. نجعل الحكم سنة واحدة ونعيد الانتخابات.. لقد قبلتم بشروط الانتخابات قبل إجراءها فلماذا التحول عنها الآن..!! لاعودة للوراء ولن نستبدل دكتاتورية الفساد التى قامت من أجلها الثورة بدكتاتورية أخرى تحت أى مسمى لنفيق لأنفسنا ونبدأ فى النظر لوطن يتهاوى.
لنتقى الله فى وطننا.. إننا نعيش الآن أياما نكون أو لا نكون.. لنتكاتف جميعا.. ننسى خلافاتنا.. نعلو فوق ذاتنا.. ننظر لمصلحة وطننا.. بضميرنا وليس بحناجرنا.. لنعط لوطننا حقه علينا فليس هذا وقت اللعب بنار قد تحرقنا جميعا.
لننسى كلمة لو.. لو مابتأكلش جعان.. لو بتفتح الطريق للشيطان.. لو من بعدها الطوفان.. لو مابتحييش أوطان.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

roma roma

لقد أسمعت اذ ناديت حيا..... ولكن لا حياة لمن تنادى..!!!!!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

فارس

سلمت يمينك

عدد الردود 0

بواسطة:

أيمن جمال مشيمش

تحياتى دكتور طارق

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

واللة انك لقدير

عدد الردود 0

بواسطة:

نشأت النادي

النظام قادم

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر الصيدلي

انكسر حلم الوطن

عدد الردود 0

بواسطة:

وديع العلاوى

بلد الكلام

عدد الردود 0

بواسطة:

هيثم نحيلة

تعليقي علي المقال .

عدد الردود 0

بواسطة:

حمدي يوسف

التغيير قادم لامحاله ...

عدد الردود 0

بواسطة:

سامح لطف الله

مقالة رائعة يا دكتور طارق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة