أنا "عم عبد الله" بتاع القديم "جيبى فاضى بس ببيع الفلوس"

الأربعاء، 30 مايو 2012 06:52 م
أنا "عم عبد الله" بتاع القديم "جيبى فاضى بس ببيع الفلوس" عم عبد الله
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بجلبابه الأزرق البلدى وعصاته الخشبية يخرج يومياً من منزله حاملاً فرشته المتنقلة وكنزه الصغير ملفوفاً فى قطعة من القماش المتهرئ، يقطع المسافة من السيدة زينب إلى سوق العتبة قاصداً بقعته المميزة خلف "السور"، الذى حفرت عليه انحناءات ظهره المجعدة طوال سنوات جلس فيها عم "عبد الله" ملاصقاً للسور، لم يغب يوماً عن جيرانه من الباعة الذين اعتادوا جلوسه فى هذه البقعة منذ سنوات لا يعرفون عددها، ومتوكلاً على الله يبدأ "عم عبد الله" فى رص عملاته النحاسية وأوراق "النقود" النادرة التى اشتهر بها، بالرغم من جيوب جلبابه التى لم تحوى نقوداً تذكر طوال سنوات عمره السبعين.

جنيهات من الذهب والفضة وعملات نحاسية نادرة ترجع إلى ما قبل عهد "محمد على" هى بضاعة عم "عبد الله"، الذى قضى سنوات عمره الطويلة فى جمع أغرب عملات العالم ليجلس بها خلف سور العتبة، يقضى نهاره فى تلميعها، ولا يتوقف عن الحديث عن حكاية كل عملة من العملات المتراكمة أمامه.

"ببيع فلوس.. دى شغلتى من 30 سنة، ومش أى حد يقدر قيمة الفلوس" بلهجة ساخرة يحكى عم "عبد الله" عن أسرار مهنته التى لم ينقطع عنها طوال ثلاثين عاماً، جلس طوالها أمام فرشته التى تحمل العجائب.

"عندى عملات من أيام محمد على، وعندى جنيهات قديمة وحاجات أنتيكة وأغلى حاجة عندى جنيه الملك فؤاد دا تمنه 100 جنيه" يكمل عم "عبد الله" من أمام عملاته التى مازال محتفظاً بها بالرغم من مرور السنوات التى انشغل فيها الناس بجمع النقود فى الوقت الذى عكف فيه "عم عبد الله" على بيعها مقتنعاً أن سوق الأنتيكة "لسه ليه زبونه".

"زمان كانت الناس تدور على الحاجات دى ويحبوا يشتروا الأنتيكة، إنما دلوقتى يجى الزبون يقلب فى البضاعة ويمشى كل همهم يلموا الفلوس إللى بتشترى النفوس" ضاحكاً يلتفت "عم عبد الله" إلى المارة الذين وقفوا أمام عملاته التى "شح" زبائنها مقارنة بالماضى ولكنه مازال مقتنعاً بأهميتها، ويظهر اقتناعه فى حديثه لجيرانه من الباعة بجملته الشهيرة "تعالوا يا جدعان شوفوا فلوس زمان دا مين فات قديمه تاه".



















مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

yasser mohammed

بائع النقود

لة كل حب وتقدير لانة يسعى الى رزقة بشرف واحترام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة