عبد الستار عامل "بـ5 جنيه يومية بيتحدى الظروف"

الخميس، 03 مايو 2012 02:05 م
عبد الستار عامل "بـ5 جنيه يومية بيتحدى الظروف" العامل عبد الستار يحلم بـ"نقابة" لعمال اليومية
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"على باب الله" يبدأ يومه الطويل، حاملاً "عدة الشغل" يسارع كل صباح للحاق "بساقية الحياة الطاحنة" التى تدور دون توقف غير عابئة بتأخره أو تخلفه عن الركوب، يرفع الأحمال ويتسلق "السقالات" عالياً دون الالتفات إلى خطر السقوط من فوقها حين لن يجد وقتها من يقدم له يداً أو يلتفت لسقوطه، ويمر اليوم الطويل فى عمل شاق مغموس بلقمة فقيرة فى منتصف النهار حتى يهبط الليل ملقياً فى يديه "باليومية" التى لا تتجاوز بضعة جنيهات يتلقاها بنفس راضية عائداً إلى منزله، وتتوقف الساقية عن الدوران لحين شروق شمس صباح جديد.

وهكذا الحال كل يوم من أيام حياة "عبد الستار إبراهيم خاطر" واحد من 12 مليون عامل مصرى، لا يجنون من شقاء كل يوم سوى حفنة من الجنيهات مع غياب شمس كل نهار من أيام حياتهم البائسة، منهم من هو قانع بلقمة عيشه الفقيرة لا يقول غير "الحمد لله"، ومنهم من هو ساخط على حاله وحال أهله.

أما "عبد الستار" فكان له رأى آخر، بالرغم من كونه واحدا منهم، فهو عامل الحديد المسلح الذى تجاوز عمره الـ50 عاماً ومازالت يداه التى شققتها أسياخ الحديد المدببة تعمل يومياً بلا توقف، نظر إلى طفلتيه اللتين يعشقهما وقرر أن يضع نهاية لهذه الحياة المأساوية التى تهدد بالموت جوعاً فى حالة توقف سوق العمل لعدة أيام لا يجد فيها العامل قوت يوم أسرته وهو ما عانى منه العمال بالفعل لشهور طويلة بعد الثورة.

وكانت "الـ5 جنيه" هى الحل الذى توصل إليه "عبد الستار" بعقله البسيط، فاستخدم تعليمه المحدود وخبرته الكبيرة فى الحياة فى دراسة المشروع وكيف يمكن أن تحقق فكرته حياة أفضل له ولأسرته ولغيره من العمال.

"الفكرة عبارة عن نقابة حقيقية لعمال اليومية" هكذا بدأ "عبد الستار" حديثه عن فكرته البسيطة فى تنفيذها والكبيرة فى معناها، ويقول "عمال اليومية فى مصر تجاوز عددهم الـ12 مليون عامل، إحنا مش هنكلف الحكومة حاجة إحنا بس عايزنها تساعدنا فى تفعيل نقابة العمال، والاعتراف بعمال اليومية كعمال مسجلين بكشوفات الدولة، يخصص لهم معاش وتأمين طبى ضد حوادث العمل، كغيرهم من أهل مصر، وكله من يوميتنا برده".

يشرح عبد الستار فكرته قائلاً: المشروع عبارة عن 5 جنيه يدفعها العامل يومياً من يوميته، يتم جمعها عن طريق النقابة التى نحلم أن يتم إنشاؤها لعمال اليومية بكوبونات تثبت تسديد العامل لـ5 جنيه كحد أدنى يمكن زيادته حسب رغبة العامل، ويضمن حقه، يتم بعدها تحصيل هذه الأموال ووضعها فى صناديق خاصة بكل عامل فى النقابة يخصص منها جزء كتأمين صحى وتأمين على الحياة، كضمان لحق العامل فى الحياة فى حالة حدوث مكروه أو توقف العمل لفترة يجد خلالها العامل من ما ادخره ما يستطيع أن يعيش منه" .

"12 مليون عامل عدد كبير لو كلهم اشتركوا فى المشروع ممكن فعلاً نقدر نعمل تأمين صحى على حياتنا، والباقى يبقى فلوس متشالة لينا ولعيالنا، بدل ما احنا عايشين يوم بيومه" يقول "عبد الستار" بأمل كبير فى حله المتواضع الذى يرى أن من شأنه تخفيف حال "عمال اليومية".

"أحنا مش عايزين حاجة من الدولة كل اللى عايزينه أنها تساعدنا ننفذ الفكرة، ولو نجحت هتنقذنا من الضياع ده".. يقول "عبد الستار" الذى عكف على التخطيط لمشروعه بكل أمل فى التنفيذ، غير منتظر العون من أحد يملأه الإيمان بأن صلاح حال العمال فى أيديهم، فجمع أوراقه ووضع دراسة كاملة للمشروع وحسابات خصص فيها لكل عامل دخلا شهريا وسنويا إلى جانب تأمين على الحياة ومصاريف للأسرة، وكل ما يحلم به هو لقاء أى مسئول فى الدولة يمكنه مساعدته فى تنفيذ المشروع ودراسة الفكرة على نطاق أوسع، والنظر لحال هؤلاء العمال بشئ من الاهتمام.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة