أوصى مؤتمر التعايش السلمى بين المسيحيين والمسلمين الذى أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس، والذى أنهى أعماله مساء أمس الاثنين، بضرورة إيجاد آلية للحوار والتواصل بين اتباع الديانات لإيجاد القيم المشتركة التى تعزز التعايش المشترك، وحذر المشاركون بالمؤتمر من خطورة التيارات الدينية على الثورات العربية، والتخوف من قلب الأنظمة الديمقراطية إلى أنظمة دينية تجرد الثورات من أهدافها التى قامت لأجلها، كما جاء بالتوصيات أيضا الاتفاق على إنشاء فرع لـ"بيت العيلة" بباريس، يكون امتدادا لبيت العيلة بالقاهرة الذى يشرف عليه الأزهر الشريف والكنيسة معا من أجل التقارب وحل الخلافات القائمة، كما أوصى بضرورة إنشاء قناة أزهرية كنسية، للتصدى للتيارات المتشدده التى تسعى لاستغلال الدين بالأمور السياسية.
ومن التوصيات التى خرج بها المؤتمر والتى أوضحها جون ماهر رئيس المنظمة الفرانكفونية المصرية الدولية، ورئيس المؤتمر ضرورة التأكيد على رجال الأديان المختلقة بالاهتمام بشرح صحيح الدين وإظهاره ولكن بطريقة غير منفردة تدعو إلى الترغيب وليس إلى الترهيب من الدين، وبث روح الأمل والرجاء، وليس القنوط واليأس، وتغيير وتجديد الخطاب الدينى بأن يكف عن مهاجمته للدين الآخر وأتباعه واتهامه بالكفر، وتغليب دين على آخر، بل يكون وسيلة هذا الخطاب هو الدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة.
كما لابد من التركيز، وخاصة من جانب الدعاة والعلماء ورجال الدين الإسلامى والمسيحى واليهودى، على القواسم المشتركة، وأيضا على مساحات الاتفاق، وإذا كان هناك لزام على ذكر مساحات الاختلاف أو مناطق الاختلاف، فيكون ذلك قاصرا على أماكن الدرس والدراسات المتخصصة، مثل كليات الدعوة و كليات اللاهوت.
كما أكدت التوصيات ضرورة وضع قانون يجرم ازدراء الأديان ضد أى شخص يسعى لانتهاك حرية وعقيدة الآخر، وتشكيل لجنة لصياغة مشروع قانون لتقديمه إلى الاتحاد الأوروبى والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان لتطبيقه على كل الدول، وأن يكون هناك موقع إعلامى مثل قناة فضائية مشتركة للمسلمين والمسيحين واليهود، يتناول مسائل تعطى المثل والقدوة للوصول إلى العيش المشترك، ومنع ازدراء أى دين من الأديان، وإعطاء النموذج الصحيح لمفاهيم الدين.
واقترح المؤتمر إقامة منتدى لحقوق الإنسان، يتبع رابطة العالم الإسلامى، تكون مهمته نشر ثقافة حقوق الإنسان بين أصحاب الديانات المختلفة، تتولاها الرابطة، لرصد أى انتهاكات من خلال مرصد لهذا المنتدى، وخاصة تلك الانتهاكات المتعلقة بحرية العقيدة وممارستها ومنع ازدراء الأديان، وأن يكون هذا المرصد له صلة بالهيئات الدولية، وخاصة المجلس الدولى لحقوق الإنسان، وأن يشارك فى هذا المرصد ممثلون عن أصحاب هذه الديانات والمهتمين بهذ الشأن.
مؤتمر باريس للتعايش السلمى يوصى بإنشاء فرع لـ"بيت العيلة" بفرنسا
الثلاثاء، 29 مايو 2012 01:28 م