"الرجل البخاخ" هو اللقب الذى أطلقة شباب الثورة السورية على المناضل نور حاتم زهرا الذى تخيل أن استخدامه لفن الجرافيتى سيكون وسيلة سلمية للتعبير يهرب بها مع زملائه من بطش الآلة العسكرية للرئيس السورى وتظهر للعالم سلمية ثورتهم، ولكن مع الأسف هذا الظن كان خاطئا، فاللقب الذى اشتهر به بسبب كتابته المستمرة بالإسبراى على الحوائط كان الرد عليها من قبل بشار هو الاغتيال المباشر، لتظل "بخاته" شاهدا باقيا على سلمية وتحضر ثوار سوريا.. وهمجية وبطش أعداء الثورة من النظام الحاكم فى سوريا.
نور 23 عاما لم يأت له لقب الرجل البخاخ من فراغ، فحركته الثورية تعدت منطقه "كفرسوسة" التى تربى بها وكافح بها ليملأ أنحاء دمشق بعبارته الفاضحة للنظام السورى والتى أرهقت رجال الأمن، كما كان يختار المناطق والأوقات الحساسة ليعمل بها فقد قام برمى حوالى 50 ألف منشور فى أكبر مسيرة تأييد للناظم السورى حتى التقطته إحدى كاميرات المراقبة التابعة للنظام من أعلى أحد أسوار المدارس وهو يمارس رسالته فى مواجهه النظام "ببخاخته" التى أزعجتهم لتتعرف قوات الأمن عليه وتعتقله بهذه التهم فى فرع الأمن العسكرى (سرية ٢١٥) فى ديسمبر من العام الماضى ولمدة ٥٦ يوما تعرض خلالها للكثير من التعذيب والمهانة، ولكن هذا لم يوقف نشاطه الثورى.
إزعاج "الرجل البخاخ" للنظام وفقا لما نقلة لنا رفيقه فى النضال محمد الغورانى كان أكبر من إزعاج مجاهدين السلاح بسبب دعوته للثورة وإحيائها أمام الناس دائما وإصراره عليها، وهو ما أدى بتأصيل شعور لدى مخابرات الأسد باليأس من إمكانية إرهابه بالاعتقال ليتجهوا بعد ذلك لمحاولات اغتياله التى تحركوا بالفعل لها يوم 4 إبريل لاغتياله مع اثنين آخرين هم خالد اللحام وفهد زبيدى، ولكنها فشلت فى التقاطه بينما نجحت فى قتل الآخرين لتعيد الكرة المخابرات الجوية وتستهدفه أثناء استقلاله لأحد السيارات وتصيبه إصابة قاتلة استطاعت أن تأخذ حياته، ولكنها لم تستطع أن تمحو عباراته للحرية التى أصبحت تملأ أنحاء دمشق.
حكاية الرجل البخاخ استمرت حتى عقب أن استطاعت قوات بشار أخذ حياته بداية هذا الشهر، ويقول طارق الغورانى الذى حمل على عاتقة نقل ثقافة الجرافيتى التى انتشرت فى مصر إلى سوريا وقام بالعديد من الاتصالات مع فنانين حملة أسبوع الجرافيتى العنيف المصريين، على أمل أن ينقل وسيلة سلمية للتعبير بدلا من المواجهات المسلحة مع النظام "مع الأسف اكتشفنا أن هذا النظام القاتل لن يفهم هذا النوع من السليمة" وتابع "نور أو كما نطلق عليه الرجل البخاخ لم يكن مجرد شخص فرحيله شكل حالة فى حد ذاتها، وكان توديعه يشبه العرس الذى جاب كفر سوسة بالكامل ودخل حارة الجمالة، تنفيذا لوصية الشهيد كرفاق دربه الشهيدين خالد لحام وفهد زبيدى، بينما لم تفوته قوات الأمن لتدخل بقواتها أثناء العزاء الذى طاف كفرسوسة وتملأه بالغازات المسيلة للدموع وتشن حركة اعتقالات واسعة للمتواجدين".
الغورانى كان قد بذل مجهود كبير فى نقل ثقافة الجرافيتى إلى سوريا تحت اسم جرافيتى الحرية وخصوصا بعد أن حاول نظام الأسد محوا كل أشكال الإبداع من سوريا على مر السنوات الماضية، وهو من حمل أيضا لنا حكاية الشهيد نور حاتم زهرة "الرجل البخاخ" الذى ستظل دمائه مع آلاف الشهداء تلاحق نظام الأسد مثلما لاحقت دماء الشهداء رؤوس الطغاة حول الوطن العربى منذ أن بدأت الثورة التونسية وحتى الآن مثلما أكد لنا الغورانى.
كتيبة الرجل البخاخ التى كان يقودها لم تمر بالأمر فهى استمرت فى مواجهة بطش بشار بكتابتها لتملأ طول الطريق الذى سلكته الجنازة ببخات تشهد سوريا والعالم على طاغية جديد اختار أن البقاء على كرسى يعوم على دماء الشهداء وفقا لما يقوله زملاء البخاخ.
فيديو نادر لأحد عمليات الرجل البخاخ
المسيرة الحاشدة لأهالى كفر سوسة فى تشييع جنازة الرجل البخاخ
فيديو تشييع جنازته أمام منزله
"الرجل البخاخ" عاش ليقاوم بسلمية ومات تاركا بصمته على الثورة السورية
الثلاثاء، 29 مايو 2012 07:02 م
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mounir
مصرى
عدد الردود 0
بواسطة:
سبتمبر الأسود
إلى جنات الخلد ان شاء الله
المجد لشهداء الثورة السورية .و الموت للطغاة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
نور !! علي نور !!...في جنة الخلد يابن حاتم !! يا زهرة !!!...كفر سوسة !! الله يرحمك،، ولك ا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الحكيم
عمر المختار
عدد الردود 0
بواسطة:
عاشق سوريا
حسبنا الله ونعم الوكيل