من تفوق فى المدرسة الإعدادية إلى دبلومة فى السياحة والفنادق ثم إلى مهندس حواسب يشرف على معامل واحدة من أكبر شركات تعليم الحواسب داخل مصر فى 27 محافظة، إلى العمل فى القمامة وإعادة تدويرها، هذه المجالات غير المتصلة هى رحلة الشاب المصرى أيمن حسين على، 32 عاماً، قبل أن يتحول إلى حلم كبير يهدف إلى تحويل كل القمامة المصرية إلى أموال وفرص عمل.
أيمن هو مثال لشخص لم يخش على مركزه الاجتماعى أو كلام الناس، بعد أن صعد من جرسون فى مطعم إلى مهندس حواسب، ليعود للعمل فى مجال القمامة وإعادة التدوير، وقرر أن يستخدم ما تعلمه فى التكنولوجيا ليجذب جيلاً جديداً، وشباباً جديداً يمكنهم بداية حلم كبير، وتكوين شبكة من الشباب التكنولوجى الذى يمكنه نشر الفكرة بأكبر شكل، وتغيير الصورة السيئة المأخوذة عنه، ليصبح أمام كل منزل مصرى فى يوم من الأيام صناديق لفصل المخلفات، يتم نقلها وتصنيعها على الفور، بدلا من أن تشكل عبئاً وتلوثاً على الدولة، فى مبادرة تحت شعار "مصر المنارة 2020".
أسيوط، وطنطا، والعريش، ودمنهور، وبنها، والقاهرة، والجيزة.. هى مجموعة المدن التى اقتنع فيها الشباب بالعمل على فكرة التدوير، وبدأوا العمل مع أيمن، بعد أن كان قد بدأ مشروعه وحيدا مع أحد أقاربه، بالنزول للشوارع وجمع البلاستيكيات وعلب الكانز بنفسيهما فى مارس 2011، ويشرح أيمن لـ"اليوم السابع" بفضل الشبكات الاجتماعية، ونشر الصور والطرق الجديدة فى إعادة التدوير، وتعريف الشباب أن هذا العمل هو عمل يدل على التحضر، ويقوم به أفضل الشباب فى أرقى الدول. استطعنا أن نجذب شباباً من خريجى الهندسة والطب وباقى التخصصات المختلفة للعمل معنا، وتكوين شبكات تحتية للمساعدة فى إعادة التدوير".
مبادرة أيمن بكل بساطة تطلب من كل شخص فى أى مكان أن يجمع البلاستيكيات وعلب الكانز والصفيح التى يرميها فى القمامة أو فى الشارع فى أكياس كبيرة، ثم أن يتصل بأحد من المبادرة، ليذهب ويأخذها منه من باب المنزل، مقابل أموال تتناسب مع حجم ووزن ما يقدمه.
ويشير "بهذه الطريقة جمعنا العديد من الناس فلا يوجد أحد يرفض أن تقدم له أموال مقابل أشياء يرميها مجاناً، وقمنا بالتحضير مع مجموعة من أصحاب الأماكن التى تقوم بإعادة التدوير لنقدمها لهم وننمى حملتنا ماديا".
الشاب المصرى حاول أن ينفذ هذا المشروع فى المدارس، على أن يجمع كل فصل قمامته التى يرميها ثم يشتريها، على أن تخصص الأموال التى تعطيها المبادرة لهم، لتجميل هذا الفصل، ويشارك الأطفال فى عمليات التجميل بأنفسهم، وفى جمع المخلفات بأنفسهم، ليتمكن بذلك من تعليم جيل جديد لديه ثقافة إعادة التدوير، وكيف يمكن تحويل هذه القمامة إلى أموال. ويقول "هذا لن يتوقف على إعادة التدوير فقط، فحينما يرى كل طفل كيف يمكن أن يؤثر ويجمع قمامته ليجمل فصله، وكيف يمكن إنتاج الأموال من القمامة، سيبدأ يفكر ويبدع بأكثر من شكل فى عمليات إبداعية، ربما لا تأتى فى أذهاننا".
وعن مبادرة مصر المنارة يقول "حينما بدأت كان المشروع بالنسبة لنا به جانب ربحى، ولكن بعد أن وجدت هذا المكسب جيداً، قلت لماذا لا أشارك شباباً آخرين فى هذا المكسب ونخلق لهم فرص عمل، وبدأت أبحث عن طريقة لنشر الفكرة، فكان الحل هو مبادرة تجمع الشباب فى مبادرة شباب مصر المنارة 2020، حيث نتمنى أن تعود مصر كمنارة للعالم فى هذا العام، ونكون نحن جزءأً من هذه العودة، ليس بمشروع إعادة التدوير فقط، فهو يمثل بداية هذه المبادرة، ونتمنى أن يستمر وينمو بشكل أكبر، حتى نبدأ فى مشروع آخر يطالب به الشباب الآن، وهو إعادة تعمير سيناء، ويمكن لنا الاستفادة من بعض الأموال التى نجمعها الآن والخبرة التى سنكون قد جمعناها لهذا المشروع الكبير وهو سيناء".
أيمن طالب من جميع الشباب الدخول إلى صفحتهم عبر الفيس بوك، والتى تحمل نفس اسمهم، والتواصل معهم لتكوين جبهات أكبر لمكافحة القمامة، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، من خلال أموال ترمى فى الشوارع.
أيمن.. رحلة من جرسون مطعم إلى مصر المنارة 2020
الثلاثاء، 29 مايو 2012 09:28 م
أيمن حسين علي
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبدالعظيم حسين
الله يفتح عليك كمان وكمان يا أستاذ أيمن
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد حسين على
إلى الأمام......
عدد الردود 0
بواسطة:
حسناء سامى احمد
محتاجين شباب يحب البلد
عدد الردود 0
بواسطة:
اية على
لازم نفتخر
عدد الردود 0
بواسطة:
سارة حسام
ربنا يوفقم جميعا