الإيجابية هى سمة من سمات الشخصية، ورغبة داخلية للصلاح والإصلاح للذات والمجتمع، وإرادة قوية للتغيير إلى ما هو أفضل دائما عن طريق القدرة على التواصل الجيد مع الآخرين والتفاعل معهم، وتتوافر سمة الإيجابية لدى الشخصية المنفتحة على العالم الخارجى فهى بمثابة الإرادة الحقيقية للحياة. فنجدها هى العمل الذى ينفى السلبية ويلغى السكون والعطاء الدائم المتواصل الذى يضيف بلا نقصان كما فى مفهوم علامة الموجب أو الزائد تضيف دائما ما يزيد.
لذلك نجد الشخصية الإيجابية دائما شخصية منتجة فعالة مضيفة فى كافة مجالات الحياة، وتختلف من شخص إلى آخر حسب القدرات والامكانيات، ولكن الصفة المميزة لهذه الشخصية هى العطاء والإضافة الدائمة، وذلك يكون نتاج قبولها وانفتاحها على الحياة، فالشخصية الإيجابية تكون غير متمركزة على ذاتها متواصلة العطاء الدائم الموجه إلى كافة مناحى الحياة بتوازن واعى بين الحقوق والواجبات على جميع أركان الحياة بدون إفراط أو تفريط. بل يلتمس صاحب هذه الشخصية التوازن والوسطية ما بين حياته الشخصية والعائلية والاجتماعية وبين حياتة العملية والمهنية فنجده يهتم بالجانب المادى ولا يهمل الجانب المعنوى فى حياته.
دائما ما نجد الشخص الإيجابى فى حالة تفائل مستمرة وذلك لأنه لا يضخم المساوئ والأخطاء أو يعممها على حساب الواقع، بل يضعها فى حجمها المناسب، ولكنه يعمل ويجتهد دائما على تطوير واقعه الحقيقى، وإضافة كل ما هو من شأنه أن ينميه ويرتقى به إلى الأفضل، وفى نفس الوقت نجده يقوم الأخطاء ويصحح الانحرافات، ويبحث عن كيفية تخطى العراقيل التى تواجهه وتغيير مواطن الضعف إلى مواطن قوى. فهو عنده الإرادة والقوة والعزيمة التى تؤهله على تنفيذ ما يريد ويرى أن معنى الحياة فى النجاح، لأنه يعلم أن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة لذى لا يتوانى فى إضافة الخطوات المتلاحقة فى طريق حياته بالتزام وانضباط واستمرارية حتى الوصول إلى الهدف.
صاحب الشخصية الإيجابية دائم الرغبة أن يكون الأنجح والأفضل والأحسن فيما يفعل أو يعمل وينشد البراعة والاتقان عن طريق اكتشاف الجوانب الإيجابية والقدرات والإمكانيات التى لديه التى تساعده على ذلك والعمل على تعظيمها والاستفادة القصوى منها، بجانب تحديد نقاط الضعف والعمل على تقويتها دائما وتحويلها إلى نقاط قوة، فهو دائم البحث فى ذاته لاكتشافها، ودائم البحث عن المعوقات كى يتخلص منها ويفك القيود التى تعوقه كى ينطلق.
ولذلك فإنه من المهم إدراك معوقات الإيجابية حتى نعى كيف نتجنبها؛ وتتمثل هذه المعوقات فى عدم الثقة بالنفس أو حتى ضعفها الناتج عن التجارب السلبية الماضية التى نعممها بطريقة سلبية كأن يقول هذا الشخص أنا فاشل أو أنا حظى سىء أو ما شابه من التعميمات السلبية، وبالتالى نتوقع حدوث مثل هذه التعميمات الخاطئة فى المستقبل، والتى ينتج عنها أيضا التردد فى المبادرة أو حتى اتخاذ القرار فى البدأ والتنفيذ، خشية الفشل أو الخوف من حكم الآخرين السلبى علينا، فالتفكير السلبى هو الحديث الصامت القاتل للذات بإيحاء الشخص لنفسه بعدم القدرة على الفعل، وفى بعض الأحيان يترجم إلى كسل أو تراخى أو عدم رغبة فى التحرك إلى الإمام أو ما نطلق عليها منطقة الأمان التى يتخذها الشخص حيزة ونطاقه التى لا يخرج عنها.
ولكن لو رجعنا إلى أصل السبب لهذا السكون نجده نوع من الهروب من المسئولية، أو اتقاء يستخدمة الشخص كغطاء للخجل أو نتيجة للشعور بالإحباط بسبب الفشل المتكرر، وهذا يجعل الإنسان يائس فاقد للأمل، ومما يعظم هذا الإحساس مصاحبة أشخاص سلبيين أو من نطلق عليهم أعداء النجاح وقتلة الأحلام، فلذلك يجب أن نجعل سلوكنا وقراراتنا نابعة من المنطق والعقل والتحليل وليس نتيجة الشعور والأحاسيس التى طالما ما تجعلنا نخطىء فى الحكم، فدعونا نستدعى كل القوى التى بداخلنا ونوجهها فى مسارها الصحيح، وبالتأكيد ستختلف الحياة وسنكتشف أنه يكمن بداخلنا جيش بكامله من القدرات الساكنة، وكل ما نحتاجه الاستدعاء والتوجيه للتنفيذ، دعونا نستكشف المارد الذى بداخلنا وستتغير الحياة.
هل الحياة مليئة بالفرص؟ أم أنها من الأشياء النادرة التى قلما نواجهها فى حياتنا أم أننا نلتقى بها كثيرا ولا نستغلها أو نقتنصها. وهل أن وجدت هى التى تأتى إلينا أم نحن الذين نذهب إليها؟ نعم الحياة فرص ولكن كيف نستغل هذه الفرص فى حياتنا هذا هو التساؤل المطلوب.
فتمثل الفرص لكثير من الناس الذين نجحوا فى استغلالها نقطة تحول فى حياتهم، فتحت لهم آفاق جديدة ونجاحات متتالية.كما أنها لكثير كانت بالنسبة لهم فرص أهدرت، فعليك أن تسأل نفسك كم من الفرص التى أهدرتها خلال حياتك؟ وكم من الفرص التى اقتنصتها بنجاح؟
والفرص تأتى فى صورة تنكرية لا يستطيع تمييزها الكثيرين، لكن بالرغم من ذلك أصحاب المبادرات هم الذين ينجحون فى اقتناصها والآخرين من لا يتمتعون بسرعة المبادرة تضيع من بين أيديهم هذه الفرص. فنكتشف قيمة الفرصة بعد فوات الآوان، وبعد أن تكون قد ضاعت منا، وعندها نحاول محاولات يائسة فى استردادها ولكن بعد ضياعها..
وهذا هو الفرق بين من يستغل الفرصة فى وقتها وبين من يتركها حتى تطير من يديه، فصاحب المبادرة هو الذى يسرع نحو الفرصة، أما غيره، فينتظر فى مكانه كى تأتيه، ولا شك من أن الفرص عزيزة النفس فهى لا تبالى بمن لا يبالى بها، كما أنها تكون غير واضحة المعالم، ولا تنتظر صاحبها فهى مسرعة دائما والانتظار ليس فى مصلحة من يريد اقتناصها، فاذا ذهبت لا تعود فعليك أن لا تضيعها، ولكنها مع ذلك تأتى وتتاح للجميع ولكن من المجيب؟
ولكى تجيد اقتناص الفرص عليك الاستعداد المسبق لها حتى أن ظهرت تنقض عليها كما ينقض الصائد على فريسته فإن ما يميز من يجيدون اغتنام الفرص عن الفاشلين فى ذلك ليس فى توافر الفرص فقط للناجحين وعدم توافرها للفاشلين بل لأن الناجحين أسرع من الفاشلين فى الاستعداد لها والمبادرة فى اقتناصها. وحقيقى أن الفرص تأتى ولا تكن واضحة المعالم إلا أن الظروف المحيطة بها تكفى للكشف عن وجودها فعليك تفهم هذه الظروف والاستعداد التام عند حدوثها فالاستعداد لن يضيرك فى شىء أما عدم الاستعداد سيكلفك ضياع الفرصة، فعليك القفز على الفر صة عند أول ظهور لها دون أى تأخير.
وعليك أن تتعامل مع الفرصة، وكأنها الأخيرة، وأنها قد لا تتكرر وتبادر باقتناصها فهكذا استراتيجية الناجحين الخوض فى المغامرة وعدم الانتظار حتى لا تفوت الفرصة أو يستغلها غيرك.. فكل الذى عليك هو التمسك بالفرصة بقوة وعدم التردد خشية من عدم النجاح أو بسبب عنصر المفاجأة.. وإذا لم تنجح فلا تحزن على ما فاتك وعليك أن تتجاوز ألم ضياع الفرصة، وتستعد من جديد لاقتناص الفرص الجديدة .
فكيفية اقتناص الفرص تأتى بإخلاص النية لله عز وجل، ومعرفة أن الله يرزق من يشاء، فعليك إدراك أن الفرص موجودة وإن الكون ملىء بالنعم والخيرات ويتسم بالوفرة وقد تكون هذه الفرص من نصيبك، فكل ما عليك هو التفكير والاستعداد للفرصة عندما تتوفر واقتناصها فى وقتها إذا لم يكن لاقتناصها عواقب أو خسائر، وإذا لم تكن الفرصة من نصيبك فعليك عدم الغضب، وتذكر أن الحياة فرص وأن الفرص تملأ الحياة فاجتهد مجددا فى اقتناصها، لأنها قد تكون نقطة التحول الذى طالما انتظرتها فى حياتك.
خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب عن الإيجابية والنجاح
الإثنين، 28 مايو 2012 05:17 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو الكرم
الخيانة والمال ....... فرصة ؟!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
انس محمد
مشكووووووووووووووووووووووووووره
مقال يستحق القراءه مرات عديده