تعالوا بنا جميعا نحن شعب مصر العظيم ليقف كل منا أمام مرآته، ويضع عينيه بداخلها ويحاول أن يقرأ ما بها، وأنا على يقين أن هناك منا الكثيرون قد لا يستطيعون الوقوف أمام المرآة، بعدما تسبب كل منهم بفعل أو قول عن عمد أو جهل لما وصلنا إليه بعد الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، وشعرنا أنه لم تكن هناك ثورة، وأنه لم تسقط أجساد للشهداء على الأرض، وأن دماءهم مازالت تلوث أيدى الغادرين.
وأرى أن سبب ما وصلنا إليه هو بسبب بعض أولئك الذين لم يفكروا فى صالح مصر وفكروا أنهم وحدهم وفقط القادرون على إصلاحها، وغيرهم لا يصلح فزعوا أيديهم من الجماعة فخرج الذئب فهرب الجميع وتركو مصر ثانية فريسة للفلول وأصحاب المصالح.
وأقول لإخوانى من السلفيين لقد حدتم عن الحق وشعرتم أنكم قوة لا يستهان بها وأردتم شق الصف الإسلامى وسحب البساط من تحت أقدام الإخوان، خوفا منهم بلا مبرر وشاركتم فى تفتيت الأصوات وتشتيت الناس حتى نجح الفلول، واليوم هل تستطيعون أن تقفوا فى المرآة وعجبا.. ماذا ستقولون لأنفسكم؟
وأقول للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح هل تستطيع أن تقف أنت أيضا فى المرآة؟ وماذا ستقول لنفسك؟ بعدما خالفت عهدا ووعدا تعلمته على يديك وأنا طالب فى كلية الإعلام وأنت رئيسا لتحرير مجلة لواء الإسلام، فلم أنسى كلماتك وإرشاداتك لنا، وفوجئت بخروجك عن صف جماعتك وحاربتها، رغم أن الهدف لا خلاف عليه بينكما، إلا أنها كانت أهواء ونفوس، تسببت فى نجاح الفلول وتفتيت الوحدة والكلمة وتفريق الصف، فهل تقف فى المرآة ولا تلوم إلا نفسك؟
وأقول للشيخ أبو إسماعيل سامحك الله على ما فعلت بمصر وبالإسلاميين، فلم يكفيك ما حدث من أنصارك، بل إنك صمت ولم تقف إلى جوار الحق، ولم تعلن رأيك إلا بعد استشعار الخطر، واليوم تقول أنك تؤيد محمد مرسى، بعدما كنت لا ترى أحد فى الدنيا يصلح لحكم مصر إلا نفسك، فهل تقف فى مرآتك المغبرة وتمسحها وتحاور نفسك ولكن ماذا ستقول لها؟
وأقول للسادة الأفاضل فى مجلس شورى العلماء لقد ميعتم قضية الأمة وتركتم الشعب تائها، ولم تقروا مرشحا، والسكوت فى هذه المرحلة كان أسوأ بكثير مما وصلنا إليه اليوم بعد تفتيت الشارع، ولو كنتم قد أعلنتم ما تسرون لكنا فى مكان وموقف غير الذى نحن فيه، فلا تصمتوا ثانية وأعلنوا الحق وأعلوا صوته من جديد.
وأقول للسادة الإعلاميين لقد ذبحتم الإخوان وتركتموهم ينزفون دما فى كل شارع وبيت وتركتموهم حتى صاروا جيفا هرب منها الشعب، وكانت النتيجة مبارك سيحكم من جديد، واليوم تعودون للطبطبة على الإخوان ونسيتم ما وصمتموهم واتهمتموهم وتناسيتم إشاعات الزيت والسكر والدعم الإيرانى والقطرى والتآمر مع المجلس العسكرى ضد الثورة، ونسيتم اتهامات التكويش والحزب الوطنى الجديد، وتقولون اليوم عودا للإخوان، فهل تستطيعون الوقوف أمام المرآة؟ وماذا سوف تقولون لأنفسكم من جديد؟ وهل ما زلتم مقتنعون أنكم حياديون ومنصفون أم أنكم!
وأقول للفلول وشفيق لن تكونوا أبدا ولن نهون ثانية أبدا.