بعينين دامعتين وجسد أعياه المرض، وقف لمراقبة لافتات الدعاية التى أغرقت الشوارع، أفلتت دموعه التى حاول إخفاءها عندما مرت سنوات عمره سريعاً أمام عينيه، ولم يجد فيه ما يستحق الذكر، بعد أن انقلبت حياته رأساً على عقب، بمجرد أن بدأ النظام القديم فى بيع شركات القطاع العام، وتشريد العاملين بها.
وكانت شركة "سابى" للصناعات المصرية الدقيقة التى عمل بها "وحيد عبد الستار" 53 عاماً، واحدة من الشركات التى تم بيعها، ليجد "وحيد" نفسه محالاً على المعاش، ولم تتجاوز سنوات عمره تسعة وثلاثين عاماً، عاش بعدها سنوات من الحرمان لا يحلم سوى باستعادة حقه فى الحياة ورؤية شعار "صنع فى مصر" مرة أخرى، بعد أن اختفى للأبد على يد "مبارك وحاشيته" كما وصف "وحيد"، ومن هنا شعر أن رئيساً جديداً لمصر هى فرصته الوحيدة.
"أنا هنتخب حمدين صباحى.. عشان قال هيرجع تانى الشركات المصرية للعمل.. وهيرجّع حقوق المظلومين" هكذا بدأ "وحيد" حديثه لـ"اليوم السابع"، بعد أن خرج من بيته عازماً على انتخاب "حمدين صباحى".
وقال "وحيد": أنا النهارده حاسس بأمل محستش بيه من سنين طويلة، من بعد ما وقّفوا إنتاج الشركة، وطلعونا كلنا معاش مبكر، وشردوا 3000 عامل".
ويحكى وحيد عن مأساته لـ"اليوم السابع" قائلاً: شركة سابى كانت واحدة من الشركات المنتجة، وكانت متخصصة فى الكثير من الصناعات مثل الكوالين وأحجار التجليخ، وبوجيهات السيارات، والمفصلات، والكثير من الصناعات الدقيقة التى كانت تحمل شعار "صنع فى مصر"، وهو الشعار الذى اختفى تماماً، بعد أن تم بيع جميع الشركات، وأصبحت الأسواق المصرية حكراً على الاستيراد.
يكمل "وحيد" بأسى: "أصابنى فيروس سى بعد أن طرقت كل الأبواب بحثاً عن عمل دون جدوى، حتى تحولت حياتى إلى جحيم، واضطرت زوجتى للعمل، مع معاشى "اللى مبيأكلناش عيش حاف".
"أنا حياتى ضاعت وشعرى شاب من إحساسى بالظلم،و كل اللى بتمناه إنى أرجع أشوف كلمة صنع فى مصر.. وعشان كده هنتخب "حمدين صباحى"، هكذا أنهى "وحيد" حديثه لـ"اليوم السابع" حكايته، التى تشبه حكاية ملايين خرجوا اليوم من منازلهم على أمل رؤية غد جديد لمصر.
"وحيد" واحد من ضحايا "الخصخصة":هانتخب عشان نفسى أشوف "صُنع فى مصر"
الثلاثاء، 22 مايو 2012 08:35 ص
وحيد عبد الستار
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عدنان في الصين
الي الشعب المصري
بتحب مصر انتخب الاصلاح